روى الإمام البخاري حديثاً صحيحاً في وصف الجنة ونعيمها، قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه عز وجل: (قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).ومعنى الحديث الشريف يشير إلى أن نعيم الجنة لم تره عيون البشر، ولم تسمع به آذانهم، ولم يخطر ذلك شكل هذا النعيم وماهيته على قلوبهم، فهو يختلف عن نعيم الدنيا، ففي حين يفنى نعيم الدنيا يدوم نعيم الجنة ولا يتعرض للتغيير أو العطب، وهو نعيم كامل غير منقوص، يخلو من الهم والكدر، كما يدل الحديث الشريف على أن الجنة مخلوقة، وأن الله قد أعد ما فيها من النعيم لعباده المتقين.
وفق العلماء بين حديث ما لا عين رأت، ومسألة رؤية آدم والنبي الكريم للجنة، بقولهم أن ما ثبت رؤية النبي له من نعيم الجنة وأحوالها لا يتعارض مع حقيقة أن الله تعالى قد أخفى كثيراً من النعيم الذي لم يطلع عليه أحد، وقد استدل أصحاب هذا القول بما جاء في الحديث الآخر في قوله عليه الصلاة والسلام: (ولا خطر على قلب بشر ذخراً من بله ما أطلعتم).ومعنى بله أي غير ما اطلعتم عليه، أو دع أو اترك، فتكون العبارة وفق تفسير النووي دعوا عنكم ما أطلعكم الله عليه من النعيم لأن ما لم يطلعكم عليه أعظم.
جاء في كتاب الله وسنة نبيه الكريم وصف لنعيم الجنة، ومن هذا النعيم ما أعده الله لعباده فيها من أنهار اللبن والعسل والخمر والماء المصفى، ولحم الطير الذي تشتهيه الأنفس، والفاكهة التي تتخيرها النفوس، وأنواع الشراب لذيذ الطعم من التسنيم والكافور والزنجبيل، وما أعده الله من الحور العين وصفاتهن التي تبهر الأبصار وتحير العقول.
موسوعة موضوع