نساء خالدات عبر التاريخ

الكاتب: بتول فواز -
نساء خالدات في التاريخ

نساء خالدات عبر التاريخ.

نساء خالدات في التاريخ

سطَّر لنا التاريخ في صفحاته أسماء عديدة للنساء اللواتي كانت لهنّ العديد من الأعمال، والإنجازات، فأصبحن بها قدوة لغيرهنّ على مَرّ الزمان، حيث لم تكن الأسماء الخالدة حِكراً على الرجال، وفي هذا المقال حديث عن أبرز الشخصيّات النسائيّة التي برز اسمها، ولمعَ عَبر التاريخ.

السيّدة خديجة رضي الله عنها

تُعَدُّ خديجة بنت خويلد بن أسد بن قصيّ القرشيّة الأسديّة أمَّ المؤمنين، وهي تُنسَب إلى بيتٍ من أعرق بيوت قريش حَسَباً، ونَسَباً، وشَرَفاً، ومن الجدير بالذكر أنّ خديجة هي أقرب أمّهات المؤمنين إلى رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ فهي أوّل إمرأة تزوَّجها -عليه السلام-، حيث كان زواجه منها بعد أن عَمِل معها في التجارة، وكانت تبلغ من العمر آنذاك 40 عاماً، علماً بأنّ نبيّنا الكريم -عليه السلام- كان يبلغ من العُمر في حينها 25 عاماً.

كانت خديجة -رضي الله عنها- أوّل مَن آمن بالله من النساء، وأوّل من صَدَّق سيّدنا محمد -عليه السلام- في دعوته إلى الله، وقد عُرِفت عنها العديد من الخِصال التي تبرزُ شخصيّتها، ومن هذه الصفات:

العفّة، والطهارة؛ ولذلك لُقِّبت -رضي الله عنها- بالطاهرة. الحِكمة، والعقل، وهذا ما ظهر واضحاً عندما استعانت بالرسول؛ لمُتابعة تجارتها، وكذلك عندما فكَّرَت في الزواج منه. نُصرة النبيّ -عليه السلام-؛ فهي من أعانته في بداية دعوته، وهي من صدَّقته عند نزول الوحي عليه.

مريم بنت عمران

مريم بنت عمران هي والدة النبيّ عيسى -عليه السلام-، وهي من النساء اللواتي خُلِّدت أسماؤهنّ في التاريخ؛ حيث وردت قصّتها في القرآن الكريم مع قصّة سيّدنا عيسى -عليه السلام-، كما أثنى عليها سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- فقال إنّها من أفضل نساء أهل الجنة، ويُذكَر أنّ أمّ مريم كانت قد نذرَت ما في بطنها لله -تعالى-، ولخدمة بيت المَقدس،

وعندما وضعت مولودتها (مريم)، تكفّلها نبيّ الله زكريّا، وجعل لها مكانا خاصّاً تتعبَّد فيه.

كانت مريم مَضرِب المثل في العبادة في بني إسرائيل، وممّا يجدر ذِكره أنّ الملائكة بشَّرَتها باصطفاء الله لها، وأنّه -سبحانه، وتعالى- سوف يهبُها ولداً يكون نبيّاً ذا معجزات خالدة، قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَ اللَهَ يُبَشِرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَبِينَ*وَيُكَلِمُ النَاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَالِحِينَ*قَالَتْ رَبِ أَنَى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)،

وحملت مريم بعيسى -عليه السلام-، ثمّ ولدته أسفل جِذع نخلة، ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ عيسى -عليه السلام- كان قد تكلَّم، ودافع عن أمّه وهو في المَهد مُبيِّناً للناس أنّه رسول إليهم من ربِّهم؛ لهدايتهم، حيث كانت مريم ذات سيرة عطرة، وكانت كريمة ذات تقوى، ورضا بقَدَر الله، وقضائه، وبفَضْل إيمانها بالله -تعالى-، أصبحت نموذجاً، وقدوة لنساء العالَمين

الخنساء

تُلقَّب تماضر بنت عمرو بن الحارث بالخنساء؛ لارتفاع أرنبة أنفها، وقِصَره، وهي معروفة بشخصيّتها القويّة، ورأيها الحُرّ، ونَظْمها للشِّعر، علماً بأنّ رثاءها لأخويها صخر، ومعاوية، كان السبب الرئيسيّ في شُهرتها بين العرب في العصر الجاهليّ، وهي تُعتبَر من النساء المُخضرَمات اللواتي عِشْن في عصر الجاهليّة، وعصر الإسلام، ومن الجدير بالذكر أنّ أولاد الخنساء كانوا قد شاركوا في معركة القادسيّة، فكانت لهم ناصحة، ولمّا وصل خبر استشهادهم جميعاً، احتسبَت أمرها لله، وقالت: "الحمد لله الذي شرَّفني بقتلهم، وأرجو من ربّي أن يجمعني بهم في مُستقَرِّ رحمته"، ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ وفاة الخنساء كانت في بداية خلافة عثمان -رضي الله عنه- في عام 24 للهجرة، في البادية.

ماري كوري

تُعَدُّ ماري كوري من أهمّ النساء اللواتي سُطِّرت أسماؤهنّ في التاريخ، وهي فرنسيّة وُلِدت في بولونيا، واشتُهِرت بعملها في مجال النشاط الإشعاعيّ، حيث حصلت على جائزة نوبل مرَّتين؛ نتيجة لأعمالها، فكانت المرّة الأولى عام 1903م، في مجال الفيزياء، أمّا المرّة الثانية، فقد كانت عام 1911م في مجال الكيمياء، وتُعتبَر ماري كوري أوّل إمرأة تحصل على جائزة نوبل، كما أنّها أوّل أمرأة تحصل على جائزة نوبل في مجالَين مُختلفَين، بالإضافة إلى أنّها كانت أوّل امراة تعمل كمُدرِّس في جامعة السوربون.[٧] وقد أظهرت ماري كوري تميُّزها منذ طفولتها، وحصلت في عام 1893م على المركز الأوّل في ترخيص العلوم الفيزيائيّة، كما أنّها حصلت على المركز الثاني في ترخيص العلوم الرياضيّة عام 1894م، أمّا بعد زواجها عام 1895م، فقد استطاعت ماري كوري اكتشاف عنصر البولونيوم، وبَقِيت مُستمِرّة في أبحاثها، ممّا أدّى إلى حصولها على عنصر الراديوم النقيّ في الوقت نفسه الذي كانت مُستمِرّة فيه في أبحاثها التي تخصُّ النشاط الإشعاعيّ، والذي نشرَت دراستها الأوّلية عنه عام 1910م. 

الأم تيريزا

تُعتبَر الأمّ تيريزا من أكثر النساء شُهرة في مجال الأعمال الخيريّة التطوُّعية، حيث كرَّست حياتها؛ لمساعدة الفقراء، وخصوصاً المُحتاجين، والفقراء في الهند، علماً بأنّها حصلت على مجموعة كبيرة من الجوائز؛ تقديراً لأعمالها الخيريّة، ومن أهمّها جائزة نوبل للسلام في عام 1979م، ومن الجدير بالذكر أنّ الأمّ تيريزا، أو القدِّيسة تيريزا هي ألبانيّة الأصل، إذ انتقلت؛ للعيش في إيرلندا عام 1928م، وانضمَّت إلى معهد السيّدة العذراء، ثمّ انتقلت مباشرة إلى الهند؛ لتعمل كمُعلِّمة هناك.

ساهمت الأمّ تيريزا منذ العام 1946م في خدمة الفقراء، والمرضى، وأسَّست نظاماً خاصّاً بها عام 1948م، حيث ساندها فيه العديد من المُتطوِّعين، علماً بأنّ الأمّ تيريزا كانت مُتبنِّية للجنسيّة الهنديّة، حيث كانت تلبس لباس الراهبات لديهم (الساري الهنديّ)، ونتيجة لأعمالها الجيّدة، مُنِحَت رُتبة شرفيّة (بادما شري)، وهي من أعلى الرُّتب الشرفيّة في الهند، كما أنّها مُنِحَت جائزة البابا يوحنّا الثالث والعشرين عام 1979م


 

شارك المقالة:
316 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook