هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحّاك، ولد في بداية القرن الثالث الهجري في شهر ذي الحجة سنة تسع ومئتين من الهجرة في مدينة ترمذ، وبالتحديد في قرية (بُوغ)، وكان الإمام يحب العلم، ويمتاز بقوة الحفظ، وعاش مسّخراً حياته للحديث، حيث رحل وارتحل وجاب البلدان في طلبه، وطلب أهله، يأخذ عنهم وينهل من علومهم المختلفة، فذهب إلى خراسان والعراق ومكة والمدينة، وقد ألف الإمام مؤلفات عدة منها: كتاب الجامع للسنن، وكتاب العلل الصغرى، وكتاب العلل الكبرى، وكتاب الشمائل المحمدية، وكتاب الزهد، وكتاب التاريخ، وكتاب الأسماء والكنى. وبعد حياة مليئة بالعلم والعمل، وقد أصبح الإمام ضريراً في آخر عمره، توفاه الله تعالى وهو في قريته (بوغ) في رجب سنة 279هـ.
وهو أحد أبرز وأهمّ مؤلفات الإمام، وقد أُطلقت عليه تسميات عديدة، لكنّ الصحيح منها هو (الجامع المختصر من السنن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة الصحيح والمعلول، وما عليه العمل)، فبالرغم من أنّ الكتاب قد طُبع طبعات عديدة، إلا أنّها جميعها لم تحمل اسمه الصحيح، بل حملت أسماء أخرى مثل: (الجامع الصحيح)، و(الجامع الكبير)، وهذه التسميات خاطئة، فهي ليست التسمية الصحيحة للكتاب، ولا تتطابق مع مضمون الكتاب، أو المنهج الذي سلكه الإمام فيه.
لقد امتاز كتاب الإمام الترمذي بفوائد حديثية عديدة، حتى أصبح مرجعاً مهمّاً لكل من أراد الكتابة في الحديث، وخصوصاً علم علل الحديث، وتمّ اعتماده ضمن الكتب التي عرفت باسم الكتب الستة، وفيما يأتي حديث مختصر عن منهجية الإمام التي اتبعها في كتابه:
للكتاب أهمية كبيرة، ومنزلة رفيعة، فهو ثمرة جهد طويل للإمام، وفيما يأتي ذكر لبعض النقاط التي تشير إلى ذلك:
ومن شروح كتاب سنن الترمذي:
موسوعة موضوع