أول فدائي في الإسلام هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو رابع الخلفاء الراشدين وأمير المؤمنين، وأدّى علي بن أبي طالب العديد من المواقف البطولية في خدمة الدين والدعوة ونشر الإسلام، وشهد جميع المشاهد مع النبي -عليه الصلاة والسلام- إلّا غزوة تبوك، حيث استخلفه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على المدينة المنورة، ومن المواقف العظيمة التي ظهرت فيها شجاعة علي ما حصل في غزوة الخندق عندما حاصر المسلمون المشركين، وبعد الرشق بالنبل بينهم استطاع عددٌ من المشركين تجاوز الخندق، وكان من بينهم عمرو بن عبد ودّ الذي عُرف بفروسيته وضخامته، وطلب من المسلمين النزال فتقدّم علي بن أبي طالب لمبارزته، وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يدعو الله -تعالى- لنصرة علي على عمرو بن ود، وتحقّق ذلك فعلاً.
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وُلد من أشرف بطون قريش، كان أسمر اللون، كثيف شعر اللحية، حسن الوجه، ضحوك السن، يكنّى بأبي الحسن وأبي تراب، كان من أعلم الصحابة وأفقههم، عادلاً زاهداً، ومن العشرة المبشرين بالجنة، ومن مستشارين أبي بكر الصديق، وكان المستشار الأول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان كاتباً للوحي.
تزوّج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعددٍ من النساء لكنّه لم يجمع بينهن في وقتٍ واحدٍ، ومن زوجاته: فاطمة بنت الرسول رضي الله عنها، وأنجبت منه عدداً من الأبناء والبنات، وهم: الحسن والحسين، وزينب الكبرى، وأم كلثوم الكبرى، كما أنّه سمّى بعض أبنائه بأسماء الصحابة رضي الله عنهم؛ حباً وتقديراً لهم.
موسوعة موضوع
العربية
