تعدّ قريش أكبر وأعظم القبائل العربية، عُرفت بمكانتها ومنزلتها بين قبائل العرب، حيث كان لها امتيازات اجتماعيّة كبيرة على جميع القبائل قبل الإسلام؛ وذلك بسبب سيادتها على مكة وبيت الله الحرام، قُسّمت إلى قسمين، هما: قريش البطاح، وقريش الظواهر:
اختلف الكثيرون في أصل تسمية قريش بهذا الاسم، فمنهم من قال بأنّها سميت قريشًا من التقرّش، والتقرّش معناه التجارة والاكتساب، وآخرون قالوا بأنّها سمّيت بهذا الاسم بسبب تجمّعها بعد تفريقها، ومنهم من قال سميت بذلك نسبة لسمك القرش، لأنّها تبتلع غيرها من القبائل الأخرى، بسبب قوتها وعظمتها.
حرصت قبيلة قريش على التشدّد في احترام مناسك الحج، والمبالغة في إظهار احترامهم لحرمة مكة وبيت الله الحرام؛ حتى يكونوا قدوة للعرب في هذا المجال، وقد أُطلق على قبيلة قريش ومن تبعها في مناسك الحج اسم الحمس، وقد نجحت في جذب الكثير من قبائل العرب إلى التحمس في الدين حتى شكّلوا ما عدّه ابن العباس ديناً من أديان العرب، وقد اشترطت على من يتزوّج امرأة منهم أن يكون أبناؤئها على دينهم، كما تمّت إقامة الأسواق في مكة؛ بغرض التجارة، والمفاخرة، وحلّ النزاعات، وبهذا تكون قد نجحت في تنظيم شبكة من العلاقات التجاريّة على مدار السنة في إطار عُرِف برحلة الشتاء والصيف، لتصبح مكة مركزاً للحياة الثقافية عند العرب