"يا أبا عمير، ما فعل النُّغير؟ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل علينا ولي أخ صغير يُكنى أبا عُمير، وكان له نغر يلعب به، فمات فدخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فرآه حزينًا، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره، فقال: يا أبا عمير ما فعل النغير[1]. من فوائد الحديث: 1- مداعبة النبي - صلى الله عليه وسلم - للصغار، والمُزاح معهم مما يدخل السرور عليهم. 2- لا بأس بلعب الصغار بالطير. 3- جواز حبس الطير بشرط أن يطعمه ويسقيه. 4- السؤال عن الصغار، ومعرفة أخبارهم، وكيفية أحوالهم مما يوجد عندهم الاعتداد بالنفس، ويساعد ذلك في تكوين شخصيتهم، وبلورتها وصقلها. 5- جواز تكنية الصغير قبل أن يولد له. 6- فضيلة ومنقبة عظيمة حصلت لآل أبي طلحة؛ لأن هذا الغلام الصغير، كان والده أبو طلحة الأنصاري زوج أم سليم الأنصارية والدة أنس - رضي الله عنه. 7- التلطف بالصديق صغيرًا كان أو كبيرًا. 8- من دوام المحبة والمودة بين الأصدقاء، السؤال عنهم، ومعرفة أخبارهم. 9- سماح الأبوين لولدهما الصغير أن يلعب بما أبيح اللعب به. 10- جواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات. 11- جواز مواجهة الصغير بالخطاب حتى لوكان لا يعقل؛ إذ لا يشترط أن يكون هناك طلب جواب؛ لما في ذلك من الإيناس للصغير. 12- تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولِين جانبه، وحُسن مخالطته ومعاشرته. 13- جواز تصغير الاسم للإنسان؛ لما فيه من التحبيب والتدليع، وكذلك للحيوان[2]. 14- تسلية الصغار، والتخفيف عنهم فيما بجصل لهم من مصائب. 15- فراسة النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث عرف في وجه الصغير التغير والحزن. 16- جواز الحزن على موت الحيوان والطير. 17- بركة أنس - رضي الله عنه - على أهل بيته؛ حيث إن خدمته للنبي - صلى الله عليه وسلم - كانت سببًا في دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا إليهم، والسؤال عنهم، والجلوس في بيتهم، والنوم، والصلاة عندهم. 18- حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنس خادمه، فسرى هذا الحب لأخيه الصغير وللعائلة. 19- لَمَّا تطلع أنس لشرف الخدمة، كوفِئ بمزيد من الاهتمام والقرب له ولأسرته، وكثرة الزيارات من النبي - صلى الله عليه وسلم. [1] البخاري 4971، مسلم 2150، واللفظ لأبي داود 4971، والنغير: طائر يشبه العصفور (فتح الباري 1/197). [2] من 1- 13 مستفاد من فتح الباري 10/583- 585. "
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.