سنن الصلوات الخمس هي السنن الرواتب التي حافظ على صلاتها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصلوات الخمس؛ وهي اثنتا عشرة ركعة، وقد حافظ عليها النبي في الحضر وتركها في السفر ما عدا سنة صلاة الفجر؛ فقد صلاها في الحضر والسفر، وقد بَشَّرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- من حافظ على صلاة هذه السنن الرواتب بأنه يُبنى له بيت في الجنة، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن صلَّى كلَّ يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عشرةَ ركعةً تطوعًا؛ بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ)، وفيما يأتي بيان وقت هذه السنن وأنواعها:
عندما يدخل وقت الصلوات الخمس، فإنه يبدأ معها وقت الصلوات المسنونة أو الراتبة لكل صلاة، والتي تنقسم إلى قسمين:
شُرعَت صلاة السنن الرواتب قبل الصلاة وبعدها لسببين: تقرباً إلى الله تعالى، ولجبر النقص الذي يمكن أن يحصل في صلاة الفرض، وهي تنقسم إلى قسمين:
إن من أفضل سنن الصلوات التي حافظ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحضر والسفر، صلاة ركعتين قبل صلاة الفجر، وذلك لعظيم فضلها الذي بَيَّنه في قوله: (ركْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)، وتختص ركعتا سنة صلاة الفجر بخصائص جمعها ابن عثيمين فيما يأتي:
ثبت في الأحاديث الصحيحة عدّة روايات لصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لسنة صلاة الظهر على النحو الآتي:
لا يوجد لصلاة العصر سنة راتبة أكّد عليها الشارع وجعل لها ثواباً خاصاً، ولكن من شاء أن يتنفّل قبل العصر فهو من الأمور الحسنة، لكن ليس له أن يعيب على من ترك ذلك، وقد جاء استحباب بعض الفقهاء للتنفّل قبل العصر لسببين:
أما بالنسبة لسنة صلاة العصر البعدية، فلا تُشرع بدون خلاف، بل نُقِلَ الإجماع على ذلك؛ لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- الوارد في حديث أبي هريرة: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ).
يُسَنّ صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب، لكنها ليست سنة راتبة، وهذا مذهب الشافعية، وبعض الحنفية، ورواية عند الحنابلة، وهو مذهب بعض السلف، ودليلهم على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، قالَ: في الثَّالِثَةِ لِمَن شَاءَ كَرَاهيةَ أنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً)، أما سنة المغرب البعدية فهي ركعتان من السنن الراتبة، ويُسَنّ أن يقرأ فيها المصلي سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية، وتُسْتحَبّ صلاة التطوع عموماً بين المغرب والعشاء، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة.
ليس لصلاة العشاء سنّة قبلية راتبة، لكن إذا صلى المسلم قبلها فإنه يدخل في عموم حديث: (بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ)، وهذا يعني أن يصلّي السنة القبليّة ركعتين بعد الأذان وقبل الإقامة، وهذا ما كان يفعله الصحابة، ويُشرع هذا الفعل قبل كل الصلوات، ولو زاد المصلي قبل صلاة العشاء عن ركعتين فلا بأس فهو وقت صلاة تطوع، أما سنة صلاة العشاء البعدية الراتبة المؤكدة فهي ركعتان، وللمسلم أن يصلي بعدها ما يشاء من قيام الليل، سواء صلى قبل أن ينام، أو نام واستيقظ للصلاة.
موسوعة موضوع