خلقنا الله تعالى وأمرنا بعبادته وطاعته، وفِعْل ما يأمر به، والابتعاد عن ما نهى عنه، وسنّ حدوداً لمصالح عباده، ووعد من أطاعه بالسعادة في الدنيا وما فيها، والجنة في الآخرة. وتوعّد لمن عصاه بالشقاء والهمّ في الدنيا، وعذاب النار في الآخرة. فمن قارف الذنب فقد فتح الله له باب التوبة والاستغفار، فإن أصرّ على معصية الله، وأبى إلّا أن يغشى حماه، ويتجاوز حدوده بالتعدّي على أعراض الناس وأموالهم وأنفسهم، فهذا لا بد من كبح جماحه بإقامة حدود الله التي تردعه وتردع غيره، وتحفظ الأمة من الشر والفساد في الأرض. والحدود كلها رحمة من الله، ونعمة على الجميع.