ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف أفضل ثلاثة مساجد في الإسلام زادها الله تعالى شرفاً وتفضيلاً، فلا تشد الرحال إلا لتلك المساجد، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثَلاثةِ مَساجِدَ؛ مَسجِدِ الحرامِ، ومَسجِدي هذا، والمَسجِدِ الأقصى)، فالمسجد الحرام هو أفضل تلك المساجد، وأرفعها مكانةً، وقد جعله الله قبلة المسلمين في صلاتهم، كما جعل زيارته والطواف حوله ركناً من أركان الدين؛ وهو الحج، وقد بناه إبراهيم -عليه السلام- ورفع قواعده حينما أمره الله بذلك.
وثاني هذه المساجد هو المسجد النبويّ الذي بناه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعد مقدمه إلى المدينة المنورة، وهو المسجد الذي أسّس على التقوى من أول يوم، وقد بناه النبيّ الكريم في الموضع الذي بركت فيه ناقته، وقد كان هذا الموضع مربد ليتيمين في المدينة، وقد اشتراه عليه الصلاة والسلام من اليتيمين بعشرة دنانير دفعت من مال أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد بُني من اللَّبِن، وسُقِفَ بالجريد، وكانت أعمدته خشب النخيل، وجعلت قبلته إلى بيت المقدس؛ لأنها كانت قبلة المسلمين في بداية الأمر، وثالث هذه المساجد هو المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، حيث صلّوا إليه قبل مكة سبعة عشر شهراً، وهو مسجد الأنبياء السابقين.
جاء في السنة النبوية بيان فضل الصلاة في المساجد الثلاثة الأرفع مكانةً في الإسلام، فالصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة فيما سواه، أمّا الصلاة في المسجد النبوي فتعدل ألف صلاة فيما سواه، وأما المسجد الأقصى فقد تعددت الروايات حول فضل الصلاة فيه، منهم من قال أنّها تعدل خمسين ألف صلاة، وذُكِرَ أنها تَعدل مئتين وخمسين صلاة، وذُكِرَ أيضاً أنها تعدِل خمسمئة صلاة، وأصح تلك الروايات ما ذُكِرَ عن أم سلمة عند ابن ماجه أنها تَعدِلُ ألف صلاة مثل المسجد النبوي.
ذُكِرَ في السنة النبويّة أن النبيّ الكريم كان يخرج إلى مسجد قباء كل سبت للصلاة فيه راكباً وماشياً، وقد بيّن النبيّ فضل من قصَد مسجد قباء للصلاة فيه حينما يكون متطهراً من منزله، حيث يكون له أجرٌ كأجر العُمرة.
موسوعة موضوع