إنّ الزكاة واجبة على المسلمين في كتاب الله، وسنّة نبيّه، وإجماع الأمة، بل هي الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين وإقامة الصلاة، فمن أنكر وجوبها كفر، ومن بخل أو انتقص منها شيئاً فهو مستحقّ لعذاب الله، كما قال الله تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، وفي الحقيقة إنّ أداء الزكاة سببٌ للقرب من الله تعالى، وزيادة الإيمان، كما أنّها سببٌ من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى أنّ الله -تعالى- يمحو بها الذنوب، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (والصَّدَقةُ تُطفي الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ).
بعد أن فرض الشرع الزكاة، وبيّن نصابها، وأنواع الأموال التي تجب فيها، ذكر الله -تعالى- في كتابة الحكيم المستحقّين لهذه الزكاة، وهم:
يعرّف نصاب الزكاة كما جاء في المعجم الوسيط بأنّه قدرٌ من المال محدّدٌ شرعاً، لا تجب الزكاة في أقلّ منه ويخضع للزكاة مقدار النصاب وما زاد عنه، ولكلّ نوعٍ من أنواع الأموال الزكوية نصابه، وفيما يأتي بيان الأموال التي تجب فيها الزكاة:
موسوعة موضوع