خلق الله عزَّ وجلّ السّموات والأرض وما بينهما من كائنات حيّة، وميّز الإنسان عن جميع المخلوقات بالعقل والقدرة على الإدراك والتّفكير، الاّ أنّ العقل البشريّ يبقى عاجزاً عن معرفة خالقه وعبادته على أكمل وجه وأحسن صورة، لذلك أرسل الله المُرسَلين والأنبياء لهداية النّاس وإرشادهم الى الطّريق الصّحيح لعبادة الله وإعمار أرضه على أحسن وجه وصورة، فالمُرسَلين يُنذرون النّاس ويُحذّرونهم من كلّ ما يضرّهم في دينهم ودُنياهم، ويُبشّرونهم بالخير إذا سلكوا طريق الخير والصّراط المُستقيم، وقد أقام الله الحجج على يد المُرسَلين لتكون برهاناً على وجوده من جنس ما يَبرع فيه قوم المُرسَلين.
هناك عدد من الفروق بين النبيّ والرّسول ذكرها العلماء، وهذه الفروق كالآتي:
* إنّ النبوّة والرّسالة والنبيّ والرّسول من الكلمات التي إذا اجتمعتا معاً كان معنى كلّ واحد مُختلفاً عن الآخر، وإذا تفرَّقتا اجتمعتا في المعنى، فيكون المُراد منهما واحداً، ومثال ذلك قول الله عزَّ وجلّ: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )، وكذلك قول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )، والشّاهد من الآيات الكريمة أنَّ لفظة (نبيّ) جاءت مَعطوفةً على لفظة (رسول)؛ ممّا يَدلّ على أنّه يوجد اختلاف بينهما.
يوجد عدد من الأمور المُشتَركة بين الرّسل والأنبياء بشكل عامٍّ، ومن هذه الأمور ما يأتي:
ميَّز اللهُ -عزَّ وجلّ - رُسلَه وأنبياءَه واصطفاهم وخصَّهم بأمورٍ لم تكن لغيرهم من البشر، ومن هذه الأمور ما يأتي:
موسوعة موضوع