ذُكِرت كلمة غرناطة في مُعجم البلدان، حيث عرّف معناها بِأنّها (الرمّانة) بلغة عَجَم الأندلس، وقد سُمّيت بذلك نسبةً لجمالها، كما تُعدّ مدينة غرناطة أقدمَ مدن كورة البيرة من أعمال الأندلس، حيث تتميّز بحسنها وعظمتها، بالإضافة إلى حصانته
تقع مدينة غرناطة في إسبانيا في سفح جبال سييرا نيفادا، بين نهريّ دارو وشنيل، وتعدّ من أكثر مدن الأندلس الشرقيّة إثارةً؛ لما تحتويه من معالمَ معماريّةٍ بالغة الجمال من عصر النهضة، إلى جانب العديد من المرافق الحديثة التي تناسب القرن الحادي والعشرين، ونظراً لكونها آخرَ مدينةٍ أندلسيّةٍ سقطت بيد الملوك الكاثوليك في عام 1429م؛ فإنّها ما زالت تمتلك روحاً مغربيّةً واضحة الملامح من حيث فنون الطهي، والحِرف، والتخطيط الحضريّ، كما تتمازج فيها روح الحضارة القديمة من حيث البُنيان والمرافق مع الحضارة الحديثة؛ حيث يتم عمل الحلقات الدراسيّة، والمؤتمرات، والحلقات النقاشيّة في القصور القديمة، إلى جانب استضافة المهرجانات السينمائيّة، أو الموسيقيّة، أو المسرحيّة، مع وجود المعارض الدّائمة.
يُعتبر قصر الحمراء من أكثر المواقع السّياحيّة جذباً للسيّاح في غرناطةَ بل في الأندلس كاملةً، حيث يزوره حوالي مليونا سائحٍ من جميع أنحاء العالم سنويّاً؛ لما يحتويه من تاريخٍ غنيّ، وما يشتمله من مناظرَ خلّابةٍ وحدائقَ رائعةٍ، بالإضافة إلى روعة الهندسة المعماريّة، ويعود تاريخ تشييد قصر الحمراء إلى ما بين القرن الثالث عشر والرابع عشر للميلاد، على يد العائلة الناصريّة المغربيّة، حيث كان يُعدّ بمثابة المسكن والحصن للعائلة المالكة، وعند سقوط غرناطة، حوّلَ الحكّام الإسبان قصر الحمراء لملكيّتهم، وأحدثوا فيه التغييرات الداخليّة؛ لجعله أكثر تشابهاً لمعتقداتهم، فعلى سبيل المثال أقاموا كنيسةً مكانَ المسجدِ الذي كان موجوداً فيه ، وأضافوا بعض الأركان الأخرى بما في ذلك قصر تشارلز الخامس، ومن الجدير بالذكر أنّ القصور الناصريّة، وقصر تشارلز، وجنة العريف، تُعدّ المواقعَ الجاذبةَ للسيّاح في غرناطة