ما فائدة ذكر الله

الكاتب: علا حسن -
ذكر الله في مواطن الغفلة

ما فائدة ذكر الله.

 

حقيقة الذكر وفضله

يُقصد بالذكر: التذكّر، وعدم الغفلة والنسيان، ويكون بذلك ذكر الله هو: استحضار عظمته، وجلاله، مع التزام أوامره، وطاعته في كلّ حالٍ، ولذلك فإنّ من يعتقد أنّ ذكر الله -تعالى- يقتصر على التسبيح، والتهليل، والاستغفار يكون مُخطئاً؛ فالذكر أشمل من ذلك وأوسع؛ حيث إنّه يشمل الطاعات كلّها التي يقوم بها المسلم، فمن كان في طاعةٍ يأتيها، أو في معصيةٍ قد انتهى عنها كان ذاكراً لله -تعالى- في وقته ذاك.

وقد ورد بيان فضل الذكر، وأجر الذاكرين في القرآن الكريم، في عدّة مواضع، وكذلك ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كثير من الأحاديث الشريفة فضل الذكر؛ مُشجّعاً أصحابه والمسلمين من بعدهم ليكونوا من أهل الذكر، حيث قال: (ألا أخبرُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهبِ والفِضةِ، وخيرٌ لكم من أن تلقوْا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم، قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: ذِكرُ اللهِ) وعلى هذا يمكن القول إنّ خير الأعمال في ميزان الله -تعالى- ذكره، ومن الأحاديث التي بيّنت فضل ذكر الله -تعالى- كذلك قول الله -تعالى- في الحديث القدسيّ: (أنا عند ظنِّ عبدي، وأنا معه حين يذكرُني، فإن ذكرني في نفسِه، ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرتُه في ملأ خيرٍ منه)

ذكر الله في مواطن الغفلة

في الحديث عن مواطن ذكر الله تعالى؛ فإنّ الصواب هو ذكر الله -تعالى- في كلّ وقتٍ وحينٍ، ولكن يجدر التنبيه إلى ورود مواطن قد يغفل فيها العبد عن ذكر ربّه عزّ وجلّ، مع أنّ الله -تعالى- يُحبّ أن يرى فيها عبده ذاكراً، منها:

  • الذكر عند النعمة؛ حيث إنّ الإنسان قد يغفل عن شكر الله -سبحانه- عند حصول نعمة، قال الله تعالى: (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُو
  • الذكر عند القوّة والتمكين؛ فحريّ بالإنسان أن يتذكّر أنّه مهما بلغ من قوةٍ وقدرةٍ، فإنّه يبقى ضعيفاً، ويمكن أن تقتله شرقة، فحريّ بالإنسان حين يُنعم الله عليه بالقوة والتمكين أن يذكر الله -تعالى- ويشكره.
  • الذكر عن المصيبة؛ وهذا من صور الأدب مع الله -تعالى- في التعامل مع الشدائد والمصائب، فالمسلم يُدرك أنّ الله -عزّ وجلّ- حكيمٌ في أمره، فلا يضجر، ولا يسخط، ولا يعترض على حكم الله وقضائه، وممّا يدلّ على ذلك قول الله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
  • الذكر عند الشهوة؛ حيث إنّ الإنسان إذا طغت شهوته غطّت تفكيره وعقله، فقد يقع في أمرٍ حرام، فعلى الإنسان أن يتنبّه لنفسه في تلك اللحظات، ولا يذهل عن ذكر ربّه؛ ليحميه من الوقوع في المعاصي والآثام.

 

شارك المقالة:
207 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook