للوقوف على اللّمسات البيانيّة والتأملات في سورة قريش، فقد تحدّث الدّكتور فاضل السّامرّائي عن سبب تقديم الجوع على الخوف في سورة قريش في قوله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}،بينما قدّم الخوف على الجوع في سورة البقرة في قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ}،فعندما كان الحديث عن رحلة قريش، وهي رحلة تجارة وطلب للرّزق، والرّزق هو طعام، فقدّم الجوع على الخوف، وكذلك عندما قدّم رحلة الشّتاء على رحلة الصّيف، فالنّاس في الشّتاء يحتاجون إلى الطعام أكثر من الصّيف لذلك قدّم الجوع وأخّر الخوف، وبالمقابل النّاس يحتاجون في الصّيف إلى الأمن أكثر من الطّعام، لذلك أخّر الخوف ليتناسب مع تأخير الصّيف، أمّا في سورة البقرة فقد قدّم الخوف على الجوع في قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ}
سورة قريش من سور القرآن الكريم المكّيّة، التي نزلت على النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة قبل الهجرة إلى المدينة المنوّرة بعد سورة التّين، وهي من سور المفصّل، وآياتها أربع آيات، تقع في الجزء الثّلاثين وترتيبه بين السّور السّورة السّادسة بعد المئة، وقد بدأت بحرف الجرّ "لـ" قال تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} ويدور محور السّورة الجليلة حول النّعم التي أغدقها الله تعالى على قريش في مكّة المكرّمة ومنها نعمة الغنى واليسر، و نعمة الأمن والاستقرار، وقد سمّيت السّورة بسورة قريش لذكر قريش في أوّل السّورة، وسيركّز هذا المقال على اللّمسات البيانيّة والتأملات في سورة قريش