يُؤكّد العلماء عدم معرفة مكان قبر نبي الله آدم -عليه السلام- على الإطلاق، وذلك بالرغم من وُرود بعض الآثار والأقوال التي تذكر مكان قبره على الأرض؛ إلّا أنّ هذه الأقوال لا تصحّ ولم يثبت منها شيءٌ؛ وعليه فإنّه لا يُعرف لنبي الله آدم -عليه السلام- موضع قبرٍ، ويذكر العلماء أنّ هذا الأمر يخصّ معظم الأنبياء -عليهم السلام-، ونقل شيخ الأإسلام ابن تيمية إجماع العلماء على تحديد قبر النبي محمدٍ عليه الصلاة والسلام، حيث نُقل بالتواتر إضافةً إلى قبر كلٍّ من أبي بكر وعمر بن الخطاب.
بيّن العلماء أنّه لا يُعلم قبرٌ لنبيٍّ مرسَلٍ على الأرض تحديداً غير قبر النبي محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمّا قبر النبي إبراهيم -عليه السلام- فالمعلوم عنه أنّه يقع في مدينة الخليل في مغارةٍ، لكنّ مكان المغارة أو البقعة لا يُعلم على وجه التحديد؛ ولذلك فلا يصحّ كما يقول ابن الجزري تحديد قبرٍ من القبور بعينه لنبيٍّ باسمه غير قبر النبي محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-.
تُتداول بعض الأخبار التي تذكر أنّ موقع قبر حوّاء زوجة آدم -عليهما السلام- موجودٌ في مدينة جدّة، وقيل إنّ السيدة حوّاء لمّا توفيت دُفنت في جدّة وسمّيت مدينة جدّة بهذا الاسم؛ إذ إنّ حوّاء أصبحت جدّة العالم، وينفي العلماء كثيراً من تلك الأقوال المتداولة، ويروي أحد العلماء أنّ هناك بعض القبور التي جُعل حولها السدنة والخدّام وفُتحت أمامها الزيارات؛ رغبةً في زيارة أُمِّ البشر حوّاء، لكنّ كلّ هذا من أساطير الأقوال التي لم يثبت حولها شيءٌ، ويُذكر كذلك أنّ آدم وحوّاء وابنهما النبي شيث دُفونوا جميعاً في جبل أبي قُبيس؛ إلّا أنّ ذلك ليس مؤكّداً.
موسوعة موضوع
العربية
