تُعدّ معركة حطّين من المعارك المشهورة في تاريخ الإسلام، انتصر فيها المسلمون، وقد وقعت مُجريات هذه المعركة في آخر عشرة أيام من شهر ربيع الثاني، من سنة خمسمئةٍ وثلاثٍ وثمانين من هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث سيّر نصارى أوروبا جيوشاً جرّارةً لانتزاع بيت المقدس، فكان لهم ذلك؛ لِما كان عليه المسلمون من الضّعف والجهل، واختلاف في الأمر فيما بينهم، وبقي المسلمون في حروب مستمرّة مع النّصارى طيلة واحدٍ وتسعين عاماً، حتّى وقعت معركة حطّين، بقيادة شخصيّة إسلاميّة عظيمة، فمن هو قائد معركة حطّين، وكيف كان استعداده لها، وما هي أبرز النتائج المترتّبة عليها؟
قائد معركة حطّين هو صلاح الدّين الأيوبيّ، الذي ينتمي إلى آل أيوب الذين كانوا في العراق، ثمّ دخلوا مع القائد نور الدّين في جيشه، فأبلوا بلاءً حَسناً في قتال الصليبيّين، وكان القائد صلاح الدّين فارساً، مُتقِناً لمهارات القتال وقيادة الجيوش، ويُجيد فنون الحرب المتنوّعة، وأكمل مسيرات البطولة في ساحات الجهاد وطرد المستعمرين، فاشتبك مع الغزاة الصليبيّين في عدّة معارك، وفتح الكثير من المدن التي كانت تحت سيطرة الكفّار؛ ففتح مدينة يافا، وصيدا، وجبيل، وعكّا، وعسقلان، هادفاً بذلك إلى عزل مدينة القدس عمّا يُجاورها من المدن؛ استعداداً للمعركة الفاصلة، وكان القائد صلاح الدّين الأيوبيّ يخشى ويخاف على نفسه وعلى جنده من الوقوع في المعاصي أكثر ممّا يخاف من العدوّ، فكان حريصاً على إرضاء الله سبحانه وتعالى
كانت لمعركة حطين عدّة نتائج، من أهمّها ما يأتي: