الأنبياء مفردها نبيّ، والنبوة مشتقة من الإنباء، وفي اللغة: الإخبار، أمَّا اصطلاحاً: فالنبيُّ كل من نزل عليه الوحي من الله -تعالى- بواسطة ملَكٍ من الملائكة، وأجرى على يديه خوارق العادات تأييداً له، والرسول في اللغة: هوالمُرسَل، أمَّا اصطلاحاً: فهو إنسانٌ بعثه الله إلى خلقه ليُبلِّغهم الأحكام، والرسول أخص من النبي، فكل رسولٍ نبي، وليس كل نبيٍّ رسول.
اختلف أهل العلم في الفرق بين الأنبياء والرُسل، وقد جمعهما قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فقالت طائفةٌ من أهل العلم: الأنبياء والرُسل واحد، فالنبيُّ رسول، والرسول نبيّ، والرسول مأخوذ من تحمل الرسالة، والنبيّ مأخوذ من النبأ وهو الإخبار؛ لأنه مُخبرٌ عن الله تعالى، وقيل: يختلف مسمى النبيّ عن مسمى الرسول، فالرسول أعلى منزلة من النبيّ؛ لذلك سميت الملائكة رسلاً، ولم يسمّوا أنبياء، واختلف القائلون بالفرق بين النبي والرسول على ثلاثة أقوال، وهي كالآتي:
أيدَّ الله -تعالى- الأنبياء بالمعجزات؛ للدلالة على صدقهم، والمعجزة: ما خرق عادة البشر من أمور لا تُستطاع إلا بقدرة الله تعالى، خصَّ بها الله -تعالى- أنبيائه، وينقسم ما خرج عن العادة إلى عشرة أقسام، وهي كالآتي:
جاءت السنة النبوية ببيان عدد الأنبياء، وعدد الرسل جملةً، عن أبي ذرٍ -رضي الله عنه- قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟ قال: ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ؛ جمًّا غفيرًا)، وفي رواية أخرى عن أبي ذرٍ رضي الله عنه: (أنَّ الأنبياءَ مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرونَ ألفًا، وأنَّ الكُتبَ المنزَّلَةَ مائةٌ وأربعةُ كُتُبٍ)، وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم بعض أسماء الرُسل في مواضع متفرقةٍ في القرآن، فذكر الله -تعالى- منهم ثمانية عشر نبيّاً في موضعٍ واحد، قال الله تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)، و ذكر الله -تعالى- أسماء سبعة آخرين في مواضع أُخرى في القرآن الكريم، وهم: آدم، وإدريس، وهود، وصالح، وشعيب، وذو الكفل، ومحمد خاتم النبيين، صلوات الله -تعالى- عليهم أجمعين.
اختلف أهل العلم في نبوة بعض من ذُكر في كتاب الله تعالى، وهم كالآتي:
الأنبياء مكلّفون كغيرهم من البشر، ولكن شرع الله في حقهم جملة من الأحكام تخصّهم، وهي كالآتي:
موسوعة موضوع