تعرّف صلاة الضحى اصطلاحاً بأنها الصلاة التي تؤدّى فيما بين ارتفاع الشمس إلى زوالها، ويُقصد بزوال الشمس: أي ميلها عن وسط السماء نحو الغربأما معنى الصلاة والضحى في اللغة فهو كما يأتي
الصلاة::
اتّفقت المذاهب الفقهية الأربعة؛ المالكية، والشافعية، والحنبلية، والحنفية على أن أقل عددٍ لركعات صلاة الضحى ركعتين، واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- والذي سبق ذكره، كما أنه لم يُنقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه صلّى الضحى أقل من ركعتين، بالإضافة إلى أنّ أقل ما يشرع في الصلاة ركعتين باستثناء صلاة الوتر، ولذلك فلا يجوز التطوّع بركعةٍ واحدةٍ، وتجدر الإشارة إلى أن أهل العلم اختلفوا في تحديد أكثر عددٍ لركعات صلاة الضحى، وفيما يأتي بيان أقوالهم
تجدر الإشارة إلى أن لصلاة الضحى العديد من الأسماء؛ منها صلاة الأوّابين، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ) وترمض من الرمض؛ ويقصد بها الرمال شديدة الحرارة، أما الفصال فهي صغار الإبل؛ قال النووي رحمه الله: "أي حين يحترق أخفاف الفصال وهي الصغار من أولاد الإبل -جمع فصيل- من شدة حر الرمل"، وأوّاب بمعنى طائع لله سبحانه وتعالى، ومن أسمائها صلاة الأبرار، وصلاة الشروق إذا صُلّيت بعد الشروق، أي بعد ارتفاع الشمس بمقدار رمح وهو يقدّر بنحو ربع ساعة تقريباً، أو أكثر أو أقل بقليل، ومما يدلّ على أهمية صلاة الضحى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالمحافظة على أدائها، مصداقاً لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ)