إنَّ ما سيتم الحديث عنه من تأملات في سورة الإخلاص هو الجانب البياني البلاغي الذي تناوله الدكتور فاضل صالح السامرائي، وهذه التأملات هي لمسات بيانية بلاغية سلَّط السامرائي عليها الضوء وكشف بها معانٍ جديدة لم تُكتشف بمجرَّد دراسة تفسير الآية، فتفسير الآية علم بذاته، والبحث في بيان الآية وبلاغتها ومعاني تراكيبها علمٌ آخر، وفي سورة الإخلاص على وجه التحديد يقول الله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}،إنَّ الناظر في تركيب الآيتيَن الكريمَتَين يجدُ أنَّ الآيات تناولت النفي في الزمن الماضي باستخدام الأداة "لم"، ولم: هي أداة تدخل على الفعل المضارع فتغيِّرُ معناه من الإثبات إلى النفي وتقوم بجزمِهِ، كما تحوِّل زمنَهُ من المضارع إلى الماضي
إنَّ ما سيتم الحديث عنه من تأملات في سورة الإخلاص هو الجانب البياني البلاغي الذي تناوله الدكتور فاضل صالح السامرائي، وهذه التأملات هي لمسات بيانية بلاغية سلَّط السامرائي عليها الضوء وكشف بها معانٍ جديدة لم تُكتشف بمجرَّد دراسة تفسير الآية، فتفسير الآية علم بذاته، والبحث في بيان الآية وبلاغتها ومعاني تراكيبها علمٌ آخر، وفي سورة الإخلاص على وجه التحديد يقول الله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}،إنَّ الناظر في تركيب الآيتيَن الكريمَتَين يجدُ أنَّ الآيات تناولت النفي في الزمن الماضي باستخدام الأداة "لم"، ولم: هي أداة تدخل على الفعل المضارع فتغيِّرُ معناه من الإثبات إلى النفي وتقوم بجزمِهِ، كما تحوِّل زمنَهُ من المضارع إلى الماضي
بعد ما جاء من تأملات في سورة الإخلاص، يُعرَّف مفهوم الإخلاص في الإسلام على أنَّه إفرادُ الله -سبحانه وتعالى- بالقصد والعبادة والألوهية ظاهرًا وباطنًا، أي بإخلاص النِّيَّة في السِّرِّ والعَلن، وقد قِيل في تعريف الإخلاص: "استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن"، وعرَّ سهل بن عبد الله الإخلاص قائلًا: "الإخلاص أن يكون سكونُ العبد وحركاته لله"، وهو أن يعمل العبد أعماله في سبيل التقرُّب إلى الله تعالى بصدقِ نيَّة، لا رياء ولا طلبًا للغنى والسمعة في الدنيا، بل هو طمع في ثواب الله ورضاه وخوف من عقابه وعذابه، وهو أمر من أوامر الله تعالى، فقد أمر البعاد بالإخلاص في الدين في قوله في سورة البينة: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}