جاء في السنة النبوية المطهرة أحاديث صحيحة عن فضل الخيل وركوبها، ومن تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: (الْخَيْل مَعْقود فِي نَواصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة). وفي الحديث الآخر قوله عليه الصلاة والسلام: (الْبَرَكَة فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ)، وقد تكلم المفسرون في معنى ألفاظ الحديث الشريف ففسروا الناصية بأنها مقدم الرأس، ومعنى معقود أي ملازم لها وكأنه عقد بها، ويدل الحديث الشريف على معانٍ عظيمة ففيه الحث على الجهاد في سبيل الله تعالى من خلال بيان فضل اكتساب الخيل التي هي أقوى آلات الجهاد في القتال ضد أعداء الله، كما أن في الحديث تفضيل للخيل على سائر الحيوانات حينما ربطها النبي الكريم بالخيرية والبركة إلى يوم القيامة، وهذه الخيرية للخيل تنتفي عنها إذا كان إعدادها للسلب والنهب حيث تكون حينئذٍ خيل الشيطان كما ذهب إلى ذلك ابن عمر رضي الله عنه.
جاء في السنة النبوية المطهرة بيان فضل احتباس الخيل في سبيل الله تعالى، حيث يكون شبع الخيل وريها وروثها وبولها في ميزان حسنات العبد يوم القيامة إذا احتبسها في سبيل الله إيماناً وتصديقاً، وقد استدل العلماء من هذا الحديث جواز أن توقف الخيل إذا كان الغرض منها الجهاد في سبيل الله.
بينت الشريعة الإسلامية منهج التعامل مع الخيل فهي أجر ومغنم لصاحبها إذا سخرها في سبيل الله تعالى، وهي وزر عليه إذا كانت مسخرة لمحاربة الإسلام، أو قصد منها الرياء والتفاخر، كما ينبغي على مربي الخيل أن يحرص على معالجة علفها بيده، وأن يعتني بها محتسباً الأجر والثواب على ذلك بعيداً عن الرياء والسمعة، وأن يعلم أن الله تعالى لم يرتب على مالك الخيل زكاة عليها إلا إذا أعدت للتجار
موسوعة موضوع