مّما يشغل فكر كثيرٍ من الناس، بل مُعظم الناس، ما يخصّ مسألة الرزق وتحصيله، بل ربما تَنميته وتكثيره حتى يصل المرء إلى حد الكفاية أو الغنى، لكن المُؤمن يثق أنّ رزقه سيأتيه لا محالة، فقد كفل الله تأمين قوته وقوت من يعول، بشرط أن يسعى لذلك بالعمل الدؤوب، ثم يتوكّل على الله فيما بعد ذلك بخصوص ما يأتيه من رزق، وهو ما يُعرف بالتوكّل، وقد فرّق العلماء بين التوكّل والتواكل؛ فإذا سعى الإنسان بكل قوّته وقام بما يجب عليه القيام به من العمل والجهد المطلوب منه، ثم جاء رزقه شحيحاً، أو حتى لم يأته شيءٌ من الرزق حتى افتقر، فإن عليه أن يقوم ببعض الأمور لجلب رزقه الذي توقّف ربما لعلةٍ مجهولة أو معلومة لم يتبه لها، فما هي وسائل جلب الرزق؟ وماذا ينبغي على الإنسان أن يعمل في حال عُسره؟
لا بد للمرء أن يسعى في تحصيل ما قدّره الله له من الرزق حتى لا يكون مُتواكلاً، وإن عُسر عليه رزقه وضاق به الحال فيجب أن يقوم ببعض الأمور ويتوكل بعدها على الله، وينتظر أن يأتيه ما قسمه الله من الرزق، وممّا يجب على العبد فعله لجلب الرزق ما يأتي: