إنّ مشروعية الصيام وفرضه على العباد جاءت بنصّ القرآن الكريم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقد اعتنى أهل العلم بتفسير آيات الصيام لما احتوته هذه الآيات الكريمات من الأحكام المختصّة بركنٍ عظيم من أركان الإسلام وهو صوم رمضان، فمعنى {كُتِبَ} أي فُرِض وأوجبوقوله: {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} يدلّ أن الصيام فُرض على أمّة محمد كما كان مفروضًا على الأمم السابقة، أمّا عن كيفية صيام الأمم السابقة فقد وردت أحاديث وآثار تبيّن أن صيام الأمم السابقة كصيام المسلمين من حيث الكيفية،وفي قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ربط بين التقوى والصيام فالتقوى هي الحكمة والثمرة المرجوّة من الصيام، لأنّ الامتناع عن الطعام والشراب والشعور بالجوع يُقلّل من جريان الشيطان في دم الإنسان، والصيام يعزّز الشعور بمراقبة الله في النفس ويزيد من شعور المسلم بأخوته من الفقراء والمساكين