معَ سُقوط الخلافة العبّاسية، وهجوم المغول على بغداد بقيادة هولاكو، كانت وِلادة عثمان بن أرطغرل بن سُليمان شاه في عام 656 للهجرة، الذي يُنسَب إليه تأسيس الدولة العثمانيّة؛ حيث كان عثمان الأوّل أوّل سلاطين العثمانيِّين، وقد تُوفِّي عام 726 للهجرة، واستلم ابنه أورخان قيادة الدولة العثمانيّة.
كانت نشأة عثمان الأوّل في أوقات ضَعْف الدولة الإسلاميّة، وتجبُّر أعدائها عليها، فكَبُر عثمان على هذه الأجواء المُضطرِبة من ضياعٍ للخلافة، وزوالٍ لهَيبة المسلمين، كما تفتّحت عيناه على وجود الصليبيّين بالقُرب من ثغور قبيلته وعِدائهم لهم، فكان لذلك كلِّه أكبر الأثر في حبّ عثمان للجهاد، وإيمانه الكبير، ورغبته في إعادة أمجاد الأمّة الإسلاميّة، والانتقام من أعدائها، كما أنّ عثمان كان مُلازماً لوالده أرطغرل بن سليمان شاه في جهاده وقتاله للصليبيّين، وكان مُلازماً للشيخ إده بالي القرماني أحد الشيوخ الصالحين
بعد وفاة أرطغرل عام 687 للهجرة، تولّى عثمان الأوّل قيادة شؤون القبيلة، وسعى إلى توسيع أملاكها؛ حيث تمكّن في عام 688 للهجرة من ضَمِّ القلعة السوداء (قلعة قرة حصا) إلى إمارته، وهذا ما أسعد السُّلطان علاء الدين الذي سمح له بضَرب العملة فيها، وأعطاه كافّة الأراضي التابعة لهذه القلعة، وقد استطاع عثمان الوصول إلى حُكم الدولة بعد وفاة علاء الدين الذي هرب إلى إمبراطور بيزنطة، ثم تُوفِّي في العام ذاته، و يُعتقد أنّه قد قُتِل على يد المَغول، ثم تولّى ابنه غياث الدين الحُكم من بعده، إلّا أنّه قُتِل من قِبَل المغول أيضاً، فلم يكن هنالك أحد أجدر من عثمان في تَولِّي السُّلطة، وقد استمرّ عثمان في توسيع الدولة؛ حيث حاصر كلّاً من أزميت (أزميد)، ونيقية (أزنيق)، إلاّ أنّه لم ينجح في فتحهما في ذلك الوقت
كان عثمان الأوّل صاحب صفاتٍ قياديّة مُميَّزة، جعلت منه قائداً عسكريّاً، وهذه الصِّفات هي