يُعتبر الإيمان بالأنبياء ركناً من أركان الإيمان، ومن أنكر نبوّة نبيٍّ من الأنبياء، أو حجد بها، أو كفر نبوتهم جميعاً، فهو ليس من أهل الإيمان، ويمكن القول إنّ كلمة نبيٍّ مشتقّةٌ من النبأ بمعنى الخبر، وهو ما يدلّ على أنّ النبيّ مُخبَرٌ من الله تعالى عن طريق الوحي، ومُخبِرٌ عن الله تعالى، ويُقال إنّ كلمة نبيٍّ مشتقّةٌ من النبوّة، والتي تعني المنطقة المرتفعة من الأرض، وهو ما يدلّ على أنّ النبيّ صاحب مكانةٍ مرتفعةٍ وقدرٍ عظيمٍ، وثمّة فرقٌ بين الأنبياء والرسل؛ فالرسول بُعث بشريعةٍ جديدةٍ لقومٍ كفّارٍ بالله تعالى، بينما بُعث النبيّ؛ ليذكر الناس بشريعة الرسول الذي سبقه.
اصطفى الله تعالى من البشر أنبياءً يوحي إليهم ما فيه خير الدنيا والآخرة، وما فيه خلاص الناس من ظلام الكفر والشرك، وقد ذكر التاريخ لنا بعض الأنبياء الذين اصطفاهم الله تعالى، ومنهم:
كرّم الله تعالى محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال تعالى: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)،
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ مَثَلي ومَثَلَ الأنبياءِ من قبلي، كمَثَلِ رجلٍ بنى بيتًا، فأحسَنه وأجمَله إلَّا موضِعَ لبِنةٍ من زاويةٍ، فجعَل النَّاسُ يطوفونَ به، ويعجَبونَ له ويقولون: هلَّا وُضِعَت هذه اللَّبِنةُ؟ قال: فأنا اللَّبِنةُ، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ)،فهذه أدلّةٌ على أنّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- كان آخر الأنبياء والمرسلين، فلا نبي بعده ولا رسول، ونزول عيسى -عليه السّلام- في آخر الزمان، لا يعارض ذلك؛ لأنّه لن يأتي بشريعةٍ جديدةٍ، وإنّما سيعمل بشريعة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم.
موقع موضوع