ورد لفظ الكفّار والمشركين كثيرًا في آيات القرآن الكريم وفي الأحاديث النّبويّة الشّريفة، ويتساءل النّاس أحيانًا عن الفارق بين المعنيين وهل يوجد اختلاف بينهما، والحقيقة أنّ الوقوف على هذه المسألة يتطلّب أولًا معرفة معنى كلا اللّفظين حتّى يتبيّن الاختلاف بينها، فما معنى الكفر؟ وما معنى الشّرك؟ وما الفرق بينهما؟
عرّف علماء اللّغة لفظ الكفر بأنّه الجحود والتّغطية والظّلام، فيقال عن إنكار الزّوجة لإحسان زوجها إليها بأنّه كفر للعشرة أيّ الزّوج وهذا يعني أنّها تجحد معروفه وإحسانه إليها، وكذلك كفر الإنسان نعمة ربّه أي جحدها، وسمّي الكفر بالله تعالى كفرًا لأنّ هذه العقيدة قد غطّت قلبه كلّه بعيدًا عن أيّ معنى للإيمان.
من خلال النّظر في معنى الشّرك والكفر يتبين الإنسان الفارق بينهما، فالكفر هو أشمل وأعمّ من الشّرك فالكفر يطلق على المنافق نفاقًا أكبر، بينما نرى أنّ الإشراك قد يكون أخصّ في معناه، وغالبًا ما يتعلّق الشرك بالأفعال والأقوال والسّلوك مثال أن يقوم الإنسان بتقديم الأضحية ويقصد فيها الله سبحانه وغيره من الأنداد من بشرٍ أو حجرٍ أو غير ذلك، بينما يتعلّق الكفر بالمعتقد وإن اشتمل على الشّرك في كثيرٍ من الحالات .