"الصحابة الكرام في سطور من نور الحلقة (19) معاذ بن جبل كان قلبُه العاطر مُترعًا بالأريج، فما إن لامست كلماتُ مصعب بن عمير شَغافَه حتى فاح الشّذا من قلبه النقيّ، فأسلم وهو في ريعان شبابه، فأعطى الإسلام نضرةَ حياته وربيعَ قلبه. وكان واحداً ممّن بايعوا النبي صلى الله عليه وسلّم في العقبة الثانية. كان راجح العقل، قويّ الحجّة، صبوحَ الوجه، حلو المنطق. تميّز بالعلم والفقه، فقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل. • وكان صحابة رسول الله إذا تحدّثوا وهو فيهم نظروا إليه هيبة وتقديرًا لرجاحة عقلة وفصاحة لسانه، وسموّ بيانه. • وثقَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بحِلمه، فوجّهه إلى اليمن ليدعوهم إلى الله، فكان خير سفير وأحكم داعية يدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة. • استخلفه عمر رضي الله عنه على الشام بعد وفاة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، فكان داعيةً يتوقّدُ حماسةً وحبا للدين. وكان يتنقّل بين مساجد دمشق وحمص تنقّل القمر بين الغيوم، ويَغشاه الناس أينما جلس وحيثما حلّ طمعاً في علمه الغزير الممزوج بلمسات النبوّة. ولمّا حضرته الوفاة جعل يردّد هذا الكلام: مرحبا بالموت مرحبًا. زائر جاء بعد غياب. وحبيبٌ وفدَ على شوق. • وهكذا تركَ معاذ بن جبل بصمات من يقين في قلوب الناس وفي محاريب المساجد. وظلّ يدعو إلى الله حتى وافته المنيّة في الشام وهو شاب لم يُجاوز ثلاثاً وثلاثين سنة. رضي الله عنه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. "
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.