الخشوع في الصلاة

الكاتب: مروى قويدر -
الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة.

 

 

فضل الخشوع في الصلاة:

 

يظهر الخشوع والخضوع لله -تعالى- على جوارح المسلم في الصلاة، وهو خير دليل على استقامته وصلاحه، وسلامة وطهارة قلبه، وعظيم إيمانه؛ لأنّ الخشوع في الصلاة يزرع في قلب المسلم الخوف والرهبة من الله -تعالى- وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكه وإتقانه لصلاته، ويكون ذلك سبباً لقبولها وتعظيم ثوابها، مما يدفع عنه العقوبة والعذاب الأليم وينجّيه من النار، ويدخله الجنة، ويكون مشمولاً بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (عَينانِ لا تمسُّهما النَّارُ: عينٌ بَكَت من خشيةِ اللَّهِ، وعَينٌ باتت تحرُسُ في سبيلِ اللَّهِ).

 

كيفية الخشوع في الصلاة:

 

يلتزم المسلم ببعض الأمور ليُحقّق الخشوع في الصلاة، ومنها ما يأتي:

  • يبتعد عن حديث النفس، والتفكير في أمور الدنيا، ويركّز تفكيره في صلاته.
  • ينظر إلى موضع سجوده وهو قائم، وينظر إلى حِجره وهو جالس، ولا ينظر إلى السماء عندما يدعو الله.
  • يرتدي الملابس التي لا تُلهيه عن الخشوع في الصلاة، ويُفَضَّل لبس البياض؛ لما رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَّى في خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَقالَ: شَغَلَتْنِي أَعْلَامُ هذِه، اذْهَبُوا بهَا إلى أَبِي جَهْمٍ وأْتُونِي بأَنْبِجَانِيَّةٍ).
  • يقلّل من الحركة والالتفات أثناء صلاته، ولا يرفع كُمّه، ولا يتقصّد الإتيان بالأمور المباحة في الصلاة.
  • يكشف وجهه أثناء الصلاة، فلا يجوز أن يُصلّي مُتلثّماً.
  • يبصق في منديل إذا غلبه الأمر أثناء صلاته، ولا يبصق على الأرض تجاه القبلة.
  • يقرأ ما تيسّر له من القرآن، ولا يَعُدّ آيات القرآن التي يقرؤها؛ لأنّ ذلك يُؤثّر في خشوعه.
  • يضع أمامه حاجزاً يمنعه من مشاهدة شيء يلهيه، أو مرور شيء يؤذيه، أو أن يقترب من حائط، أو سارية، أو يرسم خطّاً، وإذا كان في مسجد فعليه أن يقترب من محرابه، وهذا ما يُعرَف شرعاً بالسترة*.
  • يتدبّر في معاني آيات القرآن الكريم التي يقرؤها في الصلاة، لا سيّما تدبُّر سورة الفاتحة المأمور بها شرعاً؛ وذلك لأنّ آيات القرآن الكريم تشتمل على موضوعات، كالجنّة، والنار، والموت، ويوم القيامة، وغيرها من الموضوعات التي من شأنها أن تحرّك قلب المؤمن، وتزيده خشوعاً، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).
  • يتذلّل المُصلّي لله -تعالى- أثناء ركوعه؛ ابتداءً من هيئة الخشوع؛ من انحناء الظهر والجبهة، ثمّ التفكُّر في عَظَمة الله -تعالى-، وملكوته، وسُلطانه، وكبريائه، وفي المقابل تقصير المُصلّي، وذنبه، وفقره إلى الله -تعالى-، فيقرأ من أدعية الركوع: (اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي)، وعند رفعه من الركوع يقول: "سمع الله لمن حمده"، ويتفكّر في أنّه مهما حمد الله -تعالى- فلن يُؤدّي شكر النعم الكثيرة، وهذا يزيد من خشوعه.
  • يستحضر المُصلّي قُربه من الله -تعالى- أثناء سجوده؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: (أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه و هو ساجدٌ، فأكثروا الدعاءَ)؛ فهو موضع استجابة الدعاء، ورفع الدرجات، ومغفرة الذنوب.
  • يستحضر المُصلّي معنى التشهُّد؛ لما يشتمل عليه من معانٍ عظيمة؛ من السلام، وإلقاء التحية على ربّ الوجود، وعلى رسوله الكريم، وعلى عباده الصالحين
شارك المقالة:
240 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook