عندما خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان، فطَرَه على حُبّ النّاس كلّهم، وجعل له مشاعر تنبني على ما يعترضه من أحداث تمرُّ به أثناء تعامله مع الناس، فيُحبّ، ويكره، ويحِقد ويظنّ، وذلك من ضرويّات الفِطرة الإلهيّة في خلقه، لكن يجب على المسلم أن يجعل حُبَّه وكُرهَه وحِقده مُوجَّهاً، فلا يُحبُّ إلا لله ولا يكره إلا لله، ولا ينبغي عليه أن يحِقد على أحدٍ أبداً؛ لما يعنيه الحِقد ويُسبِّبه من العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، وقد أشارت العديد من النّصوص القرآنيّة والأحاديث النبويّة إلى ذلك، وستبحث هذه المقالة في معنى الحِقد وأقسامه، وكيفيّة إزالته من قلب المسلم إذا ما اعترضه.
للحقد معانٍ مُختلفة لغةً واصطلاحاً، وبيانها فيما يأتي:
ذكر العلماء عدداً من الأمور التي ينبغي على الإنسان القيام بها؛ حتّى يستطيع إزالة الحِقد وآثاره من قلبه إن وُجِد، وحتّى يستطيع طرده من قلبه إذا حاول التسلُّل إليه، ومن أهمّ تلك الأمور ما يأتي:
من عظَمة الإسلام أنّه لم يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلا جعل لها حُكماً، وقد أُشير في بعض النّصوص إلى الحُكم الشرعيّ للحِقد، وحالاته، ومتى يجوز ومتى لا يجوز؛ حيث يختلف الحُكم الشرعيّ للحِقد حسب حال الحاقد والمحقود عليه، وبيان ذلك فيما يأتي:
موسوعة موضوع