الإعجاز العلمي في مرج البحرين

الكاتب: علا حسن -
الإعجاز العلمي في مرج البحرين.

الإعجاز العلمي في مرج البحرين.

 

كتاب الله -سبحانه وتعالى-

القرآن الكريم، هو كتاب الله -عزَّ وجلَّ- ومعجزته الباقية، وهو المعجزة التي أيَّد الله تعالى بها رسوله محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنزلها عليه هداية من عنده بواسطة الوحي جبريل -عليه السَّلام- ليهدي به الناس طريق الصلاح والحق، وهو كتاب الله المعجز الذي تحدَّى به العرب أجمعين أن يأتوا بسورة مثل هذا القرآن العظيم، قال تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ، فهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه لا من خلفه، وفيما يلي سيتم الحديث عن سورة الرحمن وعن الإعجاز العلمي في قوله تعالى: {مرج البحرين يلتقيان} وتفسير آية مرج البحرين أي

 

سورة الرحمن

سورة من سور كتاب الله -عزَّ وجلَّ- بدأت باسم من أسماء الله الحسنى ولم يتقدَّم هذا الاسم شيء، تعدّ سورة الرحمن سورة قرآنية اجتمعت فيها مظاهر الإعجاز القرآني كلّها، من إعجاز بلاغي وعلمي وتشريعي، فقد تكررت في هذه السورة الآية التي يقول فيها الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} إحدى وثلاثين مرة، وهي سورة عددت نِعم الله تعالى الكثيرة التي أنعم بها على عباده، وفصَّلت في هذه النعم الظاهرة منها والباطنة، وظهر فيها الإعجاز العلمي في أبهى صوره، فقد شرحت هذه السورة في بدايتها كيفية تسيير الأفلاك وكيفية تسخير السفن في البحر، إضافة إلى الحديث عن بداية خلق الإنسان من الطين من حمأ مسنون، وتحدّثت عن الإعجاز العلمي في البحار، وقد تميَّزت هذه السورة بأسلوبٍ بلاغي إلهي عظيم، بدأه الله تعالى بالترهيب والوعيد ثمَّ الترغيب، ثمّ أمعن في التفصيل في الجنة وما فيها من نعيم هيأه للمؤمنين الصالحين، جزاءً منه على ما قدموا من خير، وخُتمت هذه السورة التسبيح والذكر، قال تعالى: {تبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِْ} فتبارك اسم الله ذي الجلال والإكرام.

 

تفسير آية مرج البحرين يلتقيان

يقول الله تعالى في سورة الرحمن: {مرج البحرين يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَا]، وقد جاء عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية الكريمة وشرحها أنَّ تفسير كلمة البحرين في هذه الآية هما الأنهار العذبة والبحار المالحة، ويستدلُّ أصحاب هذا القول بقوله تعالى في سورة فاطر: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ}  وهذا الرأي الراجح، ويقول ابن عباس: مرَجَ البحرين أيْ أرسل البحرين، ويلتقيان، يقول ابن زيد: "منعهما أن يلتقيا، بما جعل بينهما من البرزخ الحاجز الفاصل بينهما"، والبحران هما العذب المالح.

 

والبرزخ هو الحاجز جعله الله بين البحرين حتَّى لا يختلط هذا في هذا فيفسد كلُّ واحد منهما الآخر، وقد جاء عن العلامة السعدي قوله: "المراد بالبحرين: البحر العذب، والبحر المالح، فهما يلتقيان كلاهما، فيصب العذب في البحر المالح، ويختلطان ويمتزجان، ولكنَّ الله تعالى جعل بينهما برزخًا من الأرض، حتَّى لا يبغي أحدهما على الآخر، ويحصل النَّفع بكلٍّ منهما، فالعذب منه يشربون وتشرب أشجارهم وزروعهم، والملح به يطيبُ الهواء ويتولَّد الحوت والسمك واللؤلؤ والمرجان، ويكونُ مستقرًّا مسخَّرًا للسُّفن والمراكب"، والله أعلم

شارك المقالة:
238 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook