يزور كثيرٌ من النّاس قبور ومزارات لعددٍ من الأنبياء والصّالحين اعتقادًا منهم أنّهم دفنوا في تلك الأماكن، ومن بين تلك القبور والمزارات مزار يوجد جنوب مدينة السّلط الأردنيّة وتحديدًا في وادٍ يسمّى بوادي شعيب، حيث يعتقد النّاس أنّه ضريح النّبي شعيب عليه السّلام، وهناك من الطّوائف مثل الطّائفة الدّرزيّة من تقدّس هذا المكان وترى أفراد الطّائفة يقصدونه سنويًّا للتّبرك فيه وذبح القرابين وغير ذلك من الخزعبلات والشّركيّات، كما تتحدّث بعض الرّوايات عن وجود قبر للنّبي شعيب عليه السّلام بالقرب من قرية بليدا جنوب لبنان، في هذا المقال سنذكر موقف المسلم صحيح العقيدة من قبور الأنبياء، وهل يصحّ مكانها على وجه التّحديد ومنها قبر النّبي شعيب عليه السّلام.
شاء الله سبحانه وتعالى وفي اللّحظات الأخيرة من حياة النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام أن يذكّر المسلمين بفعلٍ منكر يخالف العقيدة الإسلاميّة الصّحيحة وهو اتخاذ القبور مساجد، وقد حذر النبّي الكريم من هذا الفعل مبيّنًا استحقاق اللّعنة على من ابتدعه، فالمسلم إذن يؤمن أنّ القبور وإن كانت قبور أنبياء ينبغي أن تظلّ قبور بدون أن يبنى عليها مسجد أو مزار تؤدّى فيه الأعمال الشّركيّة التي لا ترضي الله تعالى، فالذّبح على سبيل المثال لا ينبغي لوليّ صالح أو نبيّ، وإنّما يكون لله تعالى فقط واحتساب الأجر عند الله تعالى وحده.فربّما كان هذا القبر لواحد من أولياء الله الصّالحين الذين كان لهم حظوة في قومهم ومكانة جعلتهم يعظّمونهم ويقدّرون مكانتهم أحياء وأمواتاً، فبنوا على قبورهم الأضرحة واتخذت قبورهم مزارات فظنّ النّاس حديثًا أنّها قبور لأنبياء الله عليهم السلام.