لا يمكننا القول عن مسجد يُذكر فيه اسم الله على سطح هذا الكوكب بأنّه غير جميل أو طاهر، فبدايةً يجب أن نُجزم بأنّ جميع مساجد الله هي جميلة باسمه وذكره والصلاة له فيها، ولكن ميّز الله سبحانه وتعالى بعض من مساجده؛ لأسباب مختلفة تتعلّق بمكانها أو ارتباطها بمعجزة سماوية أو نبوية.
أول هذه المساجد جمالاً هو المسجد الحرام والذي يقع تحديداً في مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية أو المملكة العربية السعودية، والتي ترتفع عن سطح البحر تقريباً ثلاثمئة متراً، ويعدّ النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام وابنه إسماعيل عليه السلام هما أول من وضع حجر الأساس لهذه المدينة، إضافةً إلى ولادة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها، وفيها نزل الوحي جبريل عليه السلام أيضاً، فكانت بداية نور الإسلام وطريق الحق منها وفيها أجمل وأوّل مساجد الله تعالى على الأرض، فقال تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ"، وتبلغ مساحته ما يعادل 400.800 متر مربعاً أي 99 فداناً، ويستطيع أن يستوعب عدد كبير من المصلين وتحديداً الحجاج، تقريباً أربعة ملايين شخص. لا يتوقف الأمر على المسجد الحرام فهناك مساجد أخرى لا يمكننا إلّا ذكرها كواحدة من أجمل المساجد الموجودة في العالم وأهمها التالية:
المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، والذي يقع في العاصمة الفلسطينية القدس، ويأتي بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي من حيث القداسة، واستمرّ المسلمون بالصلاة فيه حتّى انتهاء الشهر السابع عشر من بعد الهجرة، تحديداً عندما طلب منهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم أن تتحوّل القبلة من القدس إلى الكعبة.
مسجد الحسن الثاني الذي يقع في مدينة الدار البيضاء في المملكة المغربية، بحيث يعتبر أكبر مسجد في المغرب وسابع أكبر مسجد في العالم، أمّا مئذنته فيبلغ طولها 210 متراً لتشكّل بذلك أطول مئذنة في العالم، ويستوعب عدداً كبيراً من المصلين ويصل تقريباً إلى 105.000 مصلي.