أدعية يوم الجمعة

الكاتب: مروى قويدر -
أدعية يوم الجمعة

أدعية يوم الجمعة.

 

 

لا توجد نصوص واضحة تدلّ على وجود دعاء مخصّص ليوم الجمعة وحده دون سائر الأيام، ولكن دلّت النّصوص على أنّه على المرء أن يواظب على أذكار الصّباح والمساء، ومن هذه النّصوص، قول الله تعالى:" وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا "، وقوله تعالى:" وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ "، وقوله تعالى:" وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ "، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث.

وهذه الأذكار مشروعة بعد العصر، وإذا انشغل المسلم عن هذه الأذكار في الأيّام الأخرى، فلا حرج في جلوسه في هذا الوقت للقيام بالأذكار والدّعاء، لأنّ الذّكر، والدّعاء، وتحرّي ساعة الإجابة، مشروع في هذا الوقت من حيث الأصل، فقد روى أبو داود عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال:" يوم الجمعة اثنتا عشرة -يريد ساعة- لا يوجد مسلم يسأل الله عز وجل شيئاً، إلا آتاه الله عزّ وجلّ، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر ".

 

ساعة الإجابة في يوم الجمعة:

 

وردت أحاديث مصرّحة بأنّ في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئاً، إلا أعطاه إياه. واختلف العلماء في تعيين تلك السّاعة، بسبب اختلاف الرّوايات الواردة في تعيينها، ففي بعضها أنّها ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن يقضي الصّلاة، كما في صحيح مسلم وغيره. وفي بعضها أنّها بعد العصر بدون تقييد، وفي بعضها أنّها آخر ساعة منه قبل الغروب، كما ورد في أحاديث في المسند والسّنن، وقد رجّح جماعةٌ منهم الشّوكاني أنّها آخر ساعة قبل الغروب، وذكر أنّ ذلك أرجح أقوال أهل العلم، وأنّه مذهب الجمهور من الصّحابة، والتّابعين، والأئمة.

وذكر رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يوم الجمعة، فقال:" فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلّي يسأل الله تعالى شيئاً، إلا أعطاه إيّاه وأشار بيده يقلّلها ". وعلى كل حال فعلى المسلم أن يجتهد في اليوم كلّه، يسأل الله تعالى أن يوفّقه لها ولغيرها، ممّا يحبّ الله ويرضى، والله لا يردّ من دعاه بإيمان وصدق.

 

فضل يوم الجمعة:

 

يوم الجمعة هو أفضل الأيّام، بدليل قوله صلّى الله عليه وسلّم:" خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم السّاعة إلا في يوم الجمعة "،  كما قال صلّى الله عليه وسلّم:" إنّ من أفضل أيّامكم يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه قبض، وفيه النّفخة، وفيه الصّعقة، فأكثروا عليّ من الصّلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ، قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون: بليت، فقال: إنّ الله عزّ وجلّ حرّم على الأرض أجساد الأنبياء "، 

وهذا الفضل الثّابت ليوم الجمعة يشمله كلّه، ما قبل الصلاة منه وبعدها، وقد امتاز يوم الجمعة أيضاً بمسائل أخرى، منها: وقوع صلاة الجمعة فيه، ومنها وجود ساعة الإجابة فيه. والله سبحانه وتعالى يفضّل بعض الأيام على بعض، كما فضّل بعض الشّهور على بعض، وفضّل بعض النّاس واصطفاهم، وله في ذلك الحكمة التّامة سبحانه وتعالى، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.

 

سُنن يوم الجمعة:

 

  • استحباب كثرة الصّلاة على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: فقد قال صلّى الله عليه وسلّم:" إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلاةِ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام وقال في عون المعبود:" وَإِنَّمَا خَصَّ يَوْم الْجُمُعَة لأَنَّ يَوْمَ الْجُمُعَة سَيِّدُ الأَيَّام، وَالْمُصْطَفَى سَيِّدُ الأَنَام، فَلِلصَّلاةِ عَلَيْهِ فِيهِ مَزِيَّةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ ". ومن فضل الصّلاة على النّبي، ما قاله صلّى الله عليه وسلّم:" إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ، إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ، إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا؟ قُلْتُ: بَلَى أَيْ رَبِّ
  • استحباب الاغتسال، والتّطيب، ولبس أحسن الثّياب، والتّسوك، والتّبكير للصلاة: فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهّر بما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمسّ من طيب بيته، ثمّ يروح إلى المسجد، ولا يفرّق بين اثنين، ثمّ يصلّي ما كتب له، ثمّ ينصب للإمام إذا تكلّم، إلا غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة الأخرى "،  وفي رواية:" ما لم تُغشَ الكبائر ". وقال صلّى الله عليه وسلّم:" من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثمّ راح، فكأنّما قرب بدنه، ومن راح في السّاعة الثّانية فكأنّما قرب بقرة، ومن راح في السّاعة الثّالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في السّاعة الرّابعة فكأنّما قرب دجاجة، ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذّكر
  • قراءة سورة الكهف: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السّماء، يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين. وقال صلّى الله عليه وسلّم:" من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النّور فيما بينه وبين البيت العتيق
  • تحرّي ساعة الإجابة والإكثار من الدّعاء: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ:" فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا، إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا "، 

 

محظورات يوم الجمعة:

 

  • أخطاء المصلّين:
    • ترك بعض النّاس لصلاة الجمعة أو التّهاون بها، وقد قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثمّ ليكوننّ من الغافلين
    • عدم استحضار بعض النّاس للنيّة في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة، والنّية شرط لصحّة الجمعة وغيرها من العبادات، لقوله صلّى الله عليه وسلّم:" إنّما الأعمال بالنّيات
    • التّهاون في حضور خطبة الجمعة، فيأتي بعضهم أثناء الخطبة، بل ويأتي بعضهم أثناء الصّلاة.
    • البيع والشّراء بعد أذان الجمعة، والله تعالى يقول:" يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ا
    • إقامة الرّجل والجلوس مكانه، فعن جابر عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لا يقيمنّ أحدكم أخاه يوم الجمعة، ثم يخالف إلى مقعده فيقعد فيه، ولكن يقول: افسحوا
    • تخطّي الرّقاب، والتّفريق بين اثنين، وإيذاء الجالسين، والتّضييق عليهم.
    • رفع الصّوت بالحديث أو القراءة، فيشوّش على المصلّين أو التّالين لكتاب الله تعالى.
    • الخروج من المسجد بعد الآذان لغير عذر.
    • الانشغال عن الخطبة، وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.
    • كثرة الحركة أثناء الصّلاة، وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام، والمرور بين يديّ المصلّين، والتّدافع على الأبواب دون الإتيان بالأذكار المشروعة بعد الصّلاة.
  • أخطاء الخطباء:
    • إطالة الخطبة وتقصير الصّلاة، فعن عمار قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:" إنّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته متنه من فقهه - أي علامة - فأطيلوا الصّلاة، وأقصروا الخطبة، وإنّ من البيان سحراً "،  والضّابط في ذلك هو حاجة النّاس ومراعاة أحوالهم.
    • عدم الإعداد الجيّد للخطبة واختيار الموضوع المناسب، وبُعده عمّا يحتاجه النّاس.
    • كثرة الأخطاء اللغوية في الخطبة لدى بعض الخطباء.
    • استشهاد بعض الخطباء بالأحاديث الضّعيفة، والموضوعة، والأقوال المنكرة، دون التنبيه على ذلك.
    • اقتصار بعض الخطباء في الخطبة الثّانية على الدّعاء فقط واعتياد ذلك.
    • عدم الاستشهاد بشيء من القرآن أثناء الخطبة، وهذا خلاف هدي النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
شارك المقالة:
242 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook