الكرم هو خلقٌ ومكرمةٌ عظيمةٌ من مكارم الأخلاق، وهو جميل الأخلاق التي تحلّت بها الأنبياء والرّسل، والكرم هو المسارعة إلى المعروف قبل السّؤال وإطعام الطعام على حبّه المساكين والفقراء والضيوف والرّأفة بالسّائل مع بذل النّائل، ولقد رفعت الشريعة الإسلاميّة من منزلة الكرم وقدره بين مكارم الأخلاق، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "سُئِلَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: مَن أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قالَ: أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ"، فالكرم من كمال الإيمان وحسن الإسلام، وهو دليل حسن الظنّ بالله تعالى، وقد رزق الله -سبحانه وتعالى- الكريم محبّته ومحبّة النّاس له، والمقال يسلّط الضوء على ما ورد في القرآن الكريم في الآيات عن الكرم.
حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في شريعته الإسلاميّة على التخلّق بصفة الكرم، لما لها من أجرٍ عظيمٍ عند الله -سبحانه وتعالى-، وقد روي في الحديث الصحيح عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ قَالَ: وما جَائِزَتُهُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَوْمٌ ولَيْلَةٌ، والضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ، فَما كانَ ورَاءَ ذلكَ فَهو صَدَقَةٌ عليه، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ" فالكرم يزير البركة في الرزق والعمر، وفي القرآن الكريم آيات عن الكرم في مواطن مختلفة وصور عديدة لهذا الخلق العظيم، وفيما يأتي بعض الآيات عن الكرم: