وقت إخراج زكاة الفطر

الكاتب: مروى قويدر -
وقت إخراج زكاة الفطر

وقت إخراج زكاة الفطر.

 

 

زكاة الفطر

 

تطلق الزكاة على الصدقة التي تجب على المسلم عند الفطر في شهر رمضان المبارك، وتمّت إضافة كلمة الزكاة إلى الفطر، لأنّها تعدّ السبب في وجوبها، وقد شرعت في السنة الثانية من الهجرة، وهي السنة نفسها التي فرض الله -سبحانه وتعالى- فيها صيام شهر رمضان، ومن الجدير بالذكر أنّ زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، وقد ثبت ذلك في السنة النبوية من خلال أحاديث عديدة، ومنها: (أنّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرَض زكاةَ الفِطرِ، صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعيرٍ، على كلِّ حرٍّ أو عبدٍ، ذكرٍ وأنثى، من المسلمينَ)، وهذه الزكاة تجب على كل مسلم يملك قوته لليلة العيد ويومه، وقوت من تجب النفقة عليه في وقت إخراجها، ذكراً كان أو أنثى، صغيراً أو كبيراً، عاقلاً أو مجنوناً، ويُلزم المسلم بإخراج زكاة الفطر عن زوجته وعن أبنائه الصغار، ولكن الزكاة واجبة على الأبناء عند بلوغهم سنّ التكليف، وإن كانوا أغنياء حال صغرهم فزكاة الفطر الخاصة بهم تجب من أموالهم.

 

وقت إخراج زكاة الفطر..

 

بيّن العلماء عدّة آراءٍ في وقت إخراج زكاة الفطر، وبيانها بشكلٍ مفصّلٍ فيما يأتي:

  • أول وقت لإخراج زكاة الفطر هو قبل العيد بيوم أو يومين، وهذا وقت الجواز.
  • أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر من بعد صلاة الفجر يوم العيد إلى ما قبل صلاة العيد، فلا تؤخر لما بعد صلاة العيد، بل يجب إخراجها قبل ذلك، وذلك سداً لحاجة الفقير والمسكين، وتحقيقاً لمتطلباته.
  • تجب زكاة الفطر على المسلم بثبوت هلال العيد.
  • إذا تأخر المسلم في إيصال زكاة الفطر لما بعد صلاة العيد، فإنّه يأثم بذلك إن كان مفرطاً، أمّا إذا لم يكن مفرطاً فلا شيء عليه، حيث ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (أمَر بها أن تؤدَّى قبلَ خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ).

 

أحكام متعلّقة بزكاة الفطر

 

مقدار زكاة الفطر وجنسها

 

لزكاة الفطر مقدار حدده الشرع، وهو صاع واحد بصاع النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (فرَض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ، صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعيرٍ)، والذي يُقدر في هذا الوقت من الزمن بكيلوين ونصف أو يزيد ليصل إلى ثلاثة كيلوات، ويكون إخراجها من جنس طعام أهل البلد، فإذا كان طعامهم القمح فتُخرج منه، وإذا كان طعامهم الأرز فتُخرج منه، وهكذا تُخرج من الطعام الغالب لأهل البلد، ويقوم المسلم بإخراج أفضل ما عنده من الطعام، فقد قال الله تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، فإنّ في ذلك مصلحة للفقير، ومواساة له.

 

حكم إخراج قيمة زكاة الفطر

 

أمّا مسألة إخراج زكاة الفطر مالاً فإنّ ذلك لا يُجزئ في زكاة الفطر، فالأصل فيها هو إخراج صاع من قوت أهل البلد، وهذا هو الوجه المشروع الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي إذا قام المسلم بإخراج القيمة، فإنّ ذلك يكون خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وخلاف ما عمل به الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (قوم يقولون: عمر بن عبدالعزيز كان يأخذ القيمة في الفطرة؟ قال: يَدَعون قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقولون: قال فلان، وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: (فرَض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ، صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعيرٍ).

 

مصارف زكاة الفطر

 

للعلماء في مسألة المصارف التي تصرف لها زكاة الفطر عدة أقوال، وفيما يأتي بيان لذلك:

  • القول الأول: أنها تُعطى للأصناف الثمانية التي تُعطى في زكاة المال، والواردة في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ)، وهو قول جمهور العلماء.
  • القول الثاني: أنها تُعطى للفقراء والمساكين فقط، وهو قول المالكية وأحمد في رواية عنه، وابن تيمية.

 

إخراج زكاة الفطر وتوزيعها

 

فيما يأتي بعض الأحكام المختصرة في مسألة إخراج زكاة الفطر، وكيفية توزيعها:

  • الأفضل في إخراج زكاة الفطر هو أن يتولى المسلم المُزكّي توزيعها على مستحقيها بنفسه، فإنّ في ذلك ترقيقاً لقلبه، وتقرباً ومواساةً منه للفقراء.
  • يجوز للمُزكّي أن يوكّل غيره ممّن يثق به في إيصال الزكاة لمستحقيها، وأمّا إن كان غير ثقة فلا.
  • الأصل في مكان دفع زكاة الفطر هو في البلدة التي يُقيم فيها المُزكّي، ليواسي بها الفقراء المجاورين له، فإن لم يكن ولم يجد في بلدته محتاجاً، فإنّه حينها ينتقل إلى بلدة أخرى، ليخرجها فيها، أو يُوكّل من يدفعها عنه في الخارج.

 

الحكمة من مشروعية زكاة الفطر

 

ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ)، وفي هذا الحديث ذكر للحِكم التي شُرع هذا الحُكم لأجلها، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

  • طهرة للصائم من اللغو والرفث: أي إنّ في زكاة الفطر إكمالاً لصيام المسلم، وجبراً للنقص أو الخلل الذي قد يصدر منه -من لغو أو فحش- خلال شهر رمضان المبارك، وفيها شكر لله تعالى على ما أنعم به وتفضّل.
  • طعمة للمساكين: أي إنّ في زكاة الفطر إشاعة للخير والمحبة، ومواساة للفقراء والمساكين، وفيها إغناء لهم عن السؤال في يوم العيد، ممّا يدخل السرور إليهم، ويتمّم الفرحة على الجميع.

 

شارك المقالة:
318 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook