كرّم الإسلام المرأة، وأعلى من شأنها؛ سواءً كانت أُمّاً، أو أختاً، أو بنتاً، أو زوجةً، ومن ذلك أنّه أمر الأزواج بالرِّفق بهنّ، وحُسن معاشرتهنّ، ونهى وليّها أن يُزوّجها لرجل لا تُريده، وجعل لها نصيباً من الميراث بعد أن كانت محرومة منه، ورحمة الإسلام بها تتعدّى ذلك إلى العديد من المظاهر، إذ أوجب لها المهر، ومنع وليّها أنْ يأخذ منه شيئاً، وأسقط النفقة عنها، وممّا يدُلّ على تكريم الإسلام للمرأة أنّ في القرآن سورة تناولت كثيراً من الأحكام الخاصة بهنّ، وقد سُمّيت بسورة النّساء
اهتمّ الإسلام بالمرأة، وأوصى النبيُّ بها وخاصّة في خطبة الوداع؛ إذ قام النبيّ خطيباً في الناس، ونادى بحقّ المرأة، وأوصى بها خيراً؛ فقال: (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ)[وحذَّر من التقصير في حقّها؛ لأنّها أمانة من الله عند الرجل؛ فلا يجوز له الغدر بها، أو خيانتها، ومن وصايا النبيّ بها أنّه جعل المُحافظة عليها من ضرورات الإسلام الخمس؛ وإحداها حفظ العِرض، فلا يجوز قُربها إلّا بالزواج الشرعيّ الحلال،وممّا يؤكّد استمرار وصية النبيّ بالنساء إلى يوم القيامة أنّ الوصيّة منه جاءت بلفظ (استوصوا)؛ والذي يُفيد الاستمراريّة؛ أي ليُوصي منكم الآخر، فلو قال (أوصيكم)، لكانت الوصية مُقتصرة على زمن النبيّ والصحابة
جاءت العديد من الأحاديث التي يُوصي فيها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالنساء، ومن هذه الأحاديث والوصايا ما يأتي: