العربية
العربية
المحتوى
هل رأيت له في الخلق مثيلا؟
المراجع
الرئيسية
/
منوعات دينية
/
سيرة
/
هل رأيت له في الخلق مثيلا؟
هل رأيت له في الخلق مثيلا؟
الكاتب:
المدير
-
"هل رأيت له في الخلقِ مثيلًا، أو تناهى إلى سمعك له شبيه؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ?.[1] تأمل ذَلك الخُلُقَ لرسولِ اللهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي لا يكاد ينقضي منه العجب خُلُقَ الرحمةِ! ومن فرط رحمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حزنه على ما يشق على أمته؛ فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ».[2] ومن فرط رحمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حزنه على تَكْذِيبِ قَوْمِهِ لَهُ وأسفه عليهم؛ كمَا قَالَ تَعَالَى: ? لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ?.[3] وقَالَ تَعَالَى: ? فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ?.[4] وقَالَ تَعَالَى: ? فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ?.[5] فمن فرط رحمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حرصه الشديدُ على هدايةِ الناسِ جميعًا؛ كمَا قَالَ تَعَالَى: ? لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ?.[6] بل ظهرت آثارُ رحمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، على العالمين؛ كما قَالَ تَعَالَى: ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ?.[7] فمن آمَنَ بِهِ تحققت له السعادةُ فِي الدُّنْيَا، وَفازَ في الْآخِرَةِ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ عُوفِيَ مِمَّا أَصَابَ الْأُمَمَ السابقةَ فِي الدُّنْيَا. ومن فرط رحمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عفوه عمن أراد قتله؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَأَدْرَكَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَالَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَأَخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَالسَّيْفُ صَلْتًا فِي يَدِهِ، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: اللهُ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ قُلْتُ: اللهُ، قَالَ: فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ، ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.[8] فهل رأيت له في الخلقِ مثيلًا، أو تناهى إلى سمعك له شبيه؟ ومع فرط رحمته وعظيم شفقته، يرمى أتباعه بالإرهاب، ويوسم دينه بالشدة مشاقةً له، وتنفيرًا للناس عنه. اللهم احشرنا في زمرته، وتحت لوائه. [1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 158 [2] رواه مسلم- كِتَابُ الْإِمَارَةِ، بَابُ فَضِيلَةِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ، وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ، وَالْحَثِّ عَلَى الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ، وَالنَّهْيِ عَنْ إِدْخَالِ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ، حديث رقم: 1828 [3] سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: الآية/ 3 [4] سُورَةُ الْكَهْفِ: الآية/ 7 [5] سُورَةُ فَاطِرٍ: الآية/ 8 [6] سُورَةُ التَّوْبَةِ: الْآيَة/ 128 [7] سُورَةُ الأنبياء: الآية/ 107 [8] رواه البخاري- كِتَابُ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ، بَابُ مَنْ عَلَّقَ سَيْفَهُ بِالشَّجَرِ فِي السَّفَرِ عِنْدَ القَائِلَةِ، حديث رقم: 2910، ومسلم- كتاب الْفَضَائِلِ، بَابُ تَوَكُّلِهِ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَعِصْمَةِ اللهِ تَعَالَى لَهُ مِنَ النَّاسِ، حديث رقم: 843 "
شارك المقالة:
Facebook
Facebook
Twitter
Twitter
WhatsApp
WhatsApp
15 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0
مواضيع ذات محتوي مطابق
مقالات من نفس التصنيف
خاتم النبيين (11) مواقف في طريق الهجرة
إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر (خطبة)
{بواد غير ذي زرع} قلب يضيء العتمات
من فضائل النبي: سرور الفرس بركوب النبي وخضوع البراق له
الإشارات الرشيقة بفضائل أم المؤمنين عائشة الصديقة
دروس غزوة بني المصطلق
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الصحابة الكرام في سطور من نور (7)
الصحابة الكرام في سطور من نور (9)
الصحابة الكرام في سطور من نور (8)
الصحابة الكرام في سطور من نور (4)
نأسف لذلك!
×
لماذا كان المقال غير مفيد؟
2 + 2
×
التصنيفات
تصفح المواضيع
دليل شركات العالم
سياسة ملفات الارتباط
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
موافق
سياسة الخصوصية