زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن مرة بن كثير بن غنم بن دوران بن أسد بن خزيمة، أمها: أميمة بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، أخوالها: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه والعباس بن عبد المطلب، خالتها: صفية بنت عبد المطلب الهاشمية، إخوانها: عبد الله بن جحش الأسدي، أبو أحمد عبد الله بن جحش الأعمى، أخواتها: حمنة بنت جحش، كما أنّ زينب متمسكة بنسبها، ومعتزة بشرف أسرتها، وقد قالت مرة: "أنا سيدة أبناء عبد شمس" كان اسمها برّة سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش، توفيت سنة 20هـ وعمرها 53 سنة، وكانت أول زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لحوقًا به، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "إنّ رسول الله قال لنا: أسرَعُكنَّ بي لحوقًا أطولُكنَّ يدًا"، وصلّى عليها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ودخل قبرها أسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الله بن جحش، وعبد الله بن أبي أحمد أحمد بن جحش، ودُفنت بالبقيع
كان من صفات زينب بنت جحش أنّها كانت كثيرة الصدقة والخير، فقد كانت تعمل بيدها، وتتصدق به في سبيل الله، ومن ورعها موقفها من عائشة في حادثة الإفك، حيث قالت عائشة: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش عن أمري ما علمت أو ما رأيت؟ قالت: يارسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ماعلمت إلّا خيراً، قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع
تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- سنة ثلاث للهجرة وقيل سنة خمس، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة وفيها نزلت: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}، وكان زيد يدعى ابن محمد فعندها نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ}، وعندما تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأته انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من أنّ الذي يتبنى غيره يصبح ابنه بحيث يتوارثان وإلى غير ذلك، وفيما يأتي بيان بعض الأمور التي تخص زواج النبي بزينب
أنّه لم يحصل في زواج الرسول من زينب شيء مما هو معتبر في النكاح من ولي وصداق وشهود، حيث قال ابن القيم: "ومن خصائص زينب بنت جحش أن الله سبحانه كان هو وليها الذي زوجها لرسوله صلى الله عليه وسلم من فوق سماواته"، ولهذه الفضيلة كانت -رضي الله عنها- تتفاخر أمام نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قالَ أنَسٌ: لو كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَاتِمًا شيئًا لَكَتَمَ هذِه، قالَ: فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ علَى أزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَقُولُ: "زَوَّجَكُنَّ أهَالِيكُنَّ، وزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِن فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ"، وفي رواية: "إن الله أنكحني في السماء"، وكانت -رضي الله عنها- تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن: أن جدي وجدك واحد، وأني أنكحنيك الله من السماء، وأن السفير جبريل عليه السلام