القضاء: هو الحكم بين المتخاصمين بالقانون الإسلامي بكيفيّة معيّنة، أو الإخبار عن حكم شرعي على سبيل الوجوب والإلزام، ويعدُّ القضاء مشروعٌ في الكتاب والسنَّة ودليل مشروعيته قوله تعالى: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} كما أنَّ القضاء عبارة وسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ونصرة المظلوم وردع الظالم عن ظلمه، بالإضافة إلى أنَّه وسيلة لإيصال الحقّ إلى أصحابهوسيتم في هذا المقال تخصيص للحديث عن ابن باز أحد العلماء الَّذين عملوا في مجال القضاء.
هو عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز المكنَّى بأبي عبد الله، وُلد ابن باز عام 1330 في مدينة الرياض، وقد كان بصيرًا بداية طلبه للعلم لكنَّه بدأ يضعُف حتى ذهب كاملًا وذلك عام 1350رغم ذلك إلَّا أنَّه جدَّ في طلب العلم فكان متقنًا فتعلَّم كافة العلوم الشرعية من فقهٍ وحديثٍ وتفسيرٍ وعقيدة، كما أنَّه جمع كافة صفات أهل العلم فكان شديد التعظيم للسنَّة كما أنَّه كان مستمرًا في تطبيقها بالإضافة إلى أنَّه كان شديد الرقة وكان حليمًا متواضعًا كريمًا سخيًا محسنًا، تُوفي ابن باز يوم الخميس سنة 1420 وكان عمره آنذاك 89 عامًا،وقد ترك وراءه أثرًا عظيمًا يظهر من خلال إنجازاته ومؤلفاته وسيتم فيما يأتي الحديث عن أعماله وإنجازاته ومؤلفاته:
عمل ابن باز في القضاء في الفترة الواقعة ما بين 1357-1371هـ وهذا كان أوَّل عملٍ تولَّاه بالإضافة إلى إمامته في الناس وأداء خطبة الجمعة وإلقاء الدروس، ثمَّ انتقل إلى الرياض عام 1372 وبدأ التدريس في معهد الرياض العلمي ثمَّ انتقل للتدريس في كلية الشريعة عام 1373 ، وفي عام 1381 أصبح ابن باز نائبًا لرئيس الجامعة الإسلاميَّة، بالإضافة إلى أنَّه قام بتأسيس حلقتيّ إحداها في الجامع الكبير والأخرى في المسجد النبوي.
ترك الشيخ ابن باز عدَّة مؤلفات علميَّة تشهد على علمه وفقهه، وهذه المؤلفات تشمل عدَّة جوانب، كما أنَّها لم تقتصر على المؤلفات المطبوعة بل إنَّ منها ما هو مسموع، ومن هذه المؤلفات ما يأتي: