"إتحاف الخيرة بشرح منظومة ابن أبي العز في السيرة (17) وعقد ريحانة في ذي الخامسهْ ???................... أي: وفي السنة الخامسة من الهجرة عقد النبيُّ صلى الله عليه وسلم على ريحانة رضي الله عنها، وهي من سبي بني قريظة. وقد اختلف في اسم أبيها رضي الله عنها، وفي قبيلتها، وفي كونها زوجةً للنبي صلى الله عليه وسلم، أو أمَةً له صلى الله عليه وسلم، وفي كونها ماتت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قبله. فأما الاختلاف في اسم أبيها: فقال ابن إسحاق: هي ريحانة بنت عمرو بن خنافة[1]. وقال ابن سعدٍ، ورواه عن الواقدي: هي ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة[2]. قلت: وقد يكون الواقدي ذكر الاسم كاملًا، بينما اختصره ابن إسحاق. وأما الاختلاف في قبيلتها: فذكر ابن إسحاق أنها من بني قريظة[3]. وذكر ابن سعدٍ، ورواه عن الواقدي: أنها من بني النضير. قال ابن سعدٍ: من بني النضير، وكانت متزوجةً رجلًا من بني قريظة يقال له: الحكم؛ فنسبها بعض الرواة إلى بني قريظة لذلك[4]. قال ابن عبدالبر: والأكثر أنها من بني قريظة[5]. وأما الاختلاف في كونها أمةً أو زوجةً: فذهب ابن إسحاق إلى أنها كانت أمَةً له صلى الله عليه وسلم، وليست زوجةً. قال ابن إسحاق: فكانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها وهي في ملكه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليها أن يتزوجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله، بل تتركني في ملكك؛ فهو أخفُّ عليَّ وعليك، فتركها[6]. وذهب الواقدي إلى أنها كانت زوجةً له صلى الله عليه وسلم. قال الواقدي - بعدما روى ما رواه ابن إسحاق -: كانت أمةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها وتزوجها، وكانت تحتجب في أهلها، وتقول: لا يراني أحدٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا أثبت الحديثين عندنا[7]. وإلى قول الواقدي ذهب الناظم. ورجح ابن القيم قول ابن إسحاق: إنها كانت أمةً، فقال: قيل: ومن أزواجه ريحانة بنت زيدٍ النضرية، وقيل: القرظية، سبيت يوم بني قريظة، فكانت صفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها وتزوجها، ثم طلقها تطليقةً، ثم راجعها. وقالت طائفةٌ: بل كانت أمته، وكان يطؤها بملك اليمين حتى توفي عنها، فهي معدودةٌ في السراري لا في الزوجات، والقول الأول اختيار الواقدي، ووافقه عليه شرف الدين الدمياطي، وقال: هو الأثبت عند أهل العلم، وفيما قاله نظرٌ؛ فإن المعروف أنها من سراريه وإمائه، والله أعلم؛ اهـ[8]. وأما الاختلاف في وقت وفاتها: فذهب ابن إسحاق إلى أنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن إسحاق: فكانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها وهي في ملكه[9]. وأما الواقدي فذكر أنها ماتت قبل النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: فلم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع، فدفنها بالبقيع؛ اهـ[10]. ويظهر من كلام ابن حجرٍ: أنه يرجح قول الواقدي؛ حيث قال: ومن طريق الزهري: أنه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني أحدٌ بعده. قال الواقدي: وهذا وهمٌ؛ فإنها توفيت عنده؛ اهـ[11]. [1] سيرة ابن هشام 2/ 245. [2] الطبقات 8/ 129. [3] سيرة ابن هشام 2/ 245. [4] الطبقات 8/ 129. [5] الاستيعاب 4/ 1847. [6] سيرة ابن هشام 2/ 245. [7] مغازي الواقدي 2/ 521. [8] زاد المعاد 1/ 110. [9] سيرة ابن هشام 2/ 245. [10] الطبقات 8/ 130. [11] الإصابة 8/ 146. "
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.