يُعتبر المسجد الحرام أوّل مسجد وُضع للناس في الأرض، وقد شرَّفه الله سبحانه وتعالى بمكانة عظيمة ووعد من يصلي فيه الأجر العظيم المضاعف، وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام برفع قواعد هذا البيت ليكون مسجداً تشدُّ إليه رحال الموحِّدين، ويصلي فيه العاكفون.
يعود سبب وجود حجر إسماعيل كما يروى إلى وقت بناء الكعبة أيّام إبراهيم وإسماعيل عليها السلام، حيث كان مكان الحجر الحالي قطعة أرض خصّصها إبراهيم عليه السلام لتكون زريبة لغنم إسماعيل عليه السلام وبنى عريشاً عليها، وقد كان ذلك قبل بناء البيت الحرام.
لا شك أن حجر إسماعيل له مكانة وفضل كبير، فقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (صلوا في مصلى الأخيار، واشربوا شراب الأخيار، فقيل ما مصلى الأخيار قال تحت الميزاب، وسئل ما شراب الأخيار، قال ماء زمزم) وعن عائشةَ أنَّها قالَت: (كنتُ أُحبُّ أن أدخلَ البَيتَ فأصلِّيَ فيهِ فأخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ بِيَدي فأدخلَني في الحِجرِ فقالَ صلِّي في الحِجرِ إذا أردتِ دخولَ البَيتِ فإنَّما هوَ قطعةٌ منَ البَيتِ فإنَّ قَومَكِ اقتَصروا حينَ بنَوا الكعبةَ فأخرجوهُ منَ البَيتِ).