الفتح المبين ليس هو فتح مكة ولكنه صلح الحديبية، لأن فتح مكة إنما هو نتيجة من نتائج صلح الحديبية ليعلم الناس أن دين محمد -صلى الله عليه وسلم- أساسه الصلح وليس الحرب، ومنها السكينة التي نزلت في قلوب المؤمنين بعد أن حزنوا كثيرًا لهذا الصلح -غضبًا لله ثم لرسوله وليس لأنفسهم-، ومن مقاصد سورة الفتح بيان أن البيعة تحت الشجرة هي لله -عز وجل- ويد الله فوق أيديهم بالنصر، ومنها عقوبة المتخلفين عن بيعة الحديبية من الأعراب ووصفهم بالجبن والطمع وسوء الظن بالله وبالكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحرمانهم المشاركة في غزوة خيبر، ورفع الحرج عن أصحاب الأعذار الذين تخلفوا، وأيضًا كف أيدي الكافرين عن المؤمنين، وبيان أن الله صدق رسوله الرؤيا بالحق، مع الثناء على المؤمنين الذين بايعوا رسوله الأمين وأيدوه ونصروه، وأن الله قدّم مثلهم في التوراة وفي الإنجيل، وخُتمت السورة ببيان خُلِق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وجاء هذا في قول الله تعالى: {أشداء على الكفار رحماء بينهم}ومن مقاصد سورة الفتح قول البقاعي: "ومن عجائب هذه السورة: أنها تسع وعشرون آية