معلومات عن العصر الجاهلي

الكاتب: بتول فواز -
معلومات عن العصر الجاهلي

العصر الجاهلي

يُعرَف العصر الجاهلي بأنَّه الفترة الزمنية التي سبقت ظهور الإسلام، أي قبل بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد حددها المؤرخون بما يقارب مئة وخمسين عامًا قبل الإسلام، وقد أطلق مصطلح الجاهلية أو الجاهلي بعد ظهور الإسلام، وسبب تسمية هذا العصر بالجاهلي هو الجهل الكبير الذي تفشَّى بين العرب في تلك الفترة، والصراعات والنزاعات القبلية، كما أنَّ العرب في تلك الفترة عبدوا الأصنام التي صنعتها أيديهم كصنم هُبل واللات والعزّى ومَناة، ومن العرب من عَبَدَ النار ومنهم من عَبَدَ الله تعالى على ملَّة إبراهيم -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومنهم من عبد الشمس والقمر، وفي هذا المقال معلومات عن العصر الجاهلي بشكل عام.

معلومات عن العصر الجاهلي

في ذكر معلومات عن العصر الجاهلي، لا بدَّ من الإحاطة بحياة العرب في الجاهلية من جوانب عدة، العرب الذين عاشوا حياة قبلية قائمة على النزاعات والثارات والحروب في العصر الذي سبق الإسلام، كانوا قومًا أهل جاهلية تأخذهم حميَّتهم ونزعتهم القبلية إلى سفك الدماء وإلى شنِّ الحروب أعوامًا وعقودًا، فحرب البسوس وحرب داحس والغبراء خير دليل على همجية العرب قبل الإسلام، هاتان الحربان اللتان استمرّتا سنوات طوال من القتال والدم بين القبائل العربية لأسباب سخيفة ساذجة.

 كان العرب في العصر الجاهلي وثنيين يعبدون الأصنام بعدما فقدوا كلَّ تعاليم الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى عند العرب، كنبي الله هود وصالح -عليهما السَّلام- كما أنَّ العرب تركوا تعاليم نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام- أب العرب المستعربة الذين كانوا يشكلون القسم الأكبر من العرب في الجاهلية، كما تشير الروايات إلى أنَّ بعض العرب كانوا يدينون بالمسيحية دين الإمبراطورية الرومانية التي كانت في بلاد الشام والتي اتبعها عدد من قبائل العرب، ومن العرب اليهود أيضًا أبرزهم من كان في يثرب، ومنهم من دان بديانة الفرس المجوسية وعبدة النار.

أما من حيث الحالة الاقتصادية في العصر الجاهلي؛ فاقتصاد الجزيرة العربية كاملًا كان يعتمد بشكل كبير على التجارة، إضافة إلى الزراعة وتربية المواشي من الإبل والغنم والخيول، وكانت قريش مركز التجارة العربية كاملة بسبب موقعها وبسبب قصد العرب مكة للحج، فكانت مركزًا دينيًّا وتجاريًّا هامَّا، وقد كانت قوافل قريش تتجه في الصيف نحو الشام ومصر وسيناء، وفي الشتاء تتجه نحو اليمن سالكة الطريق المحاذي لساحل البحر الأحمر، أما القبائل العربية فقد كانت كثيرة الترحال بحثًا عن الماء والكلأ في أنحاء الجزيرة العربية، وهذا ما ظهر جليًّا في قصائد الشعراء الجاهليين.

الحياة السياسية في العصر الجاهلي

كانت العلاقات بين الممالك العربية التي حكمت أرجاء شبه الجزيرة العربية علاقات اقتصادية سياسية، فمملكة سبأ التي كانت في الجنوب كانت على وفاق سياسي إلى حدٍّ ما مع مملكة حضرموت في الشمال، ولكنَّ هذه العلاقات بين بعض الممالك لم تكن كافية لبسط الهدوء التام بين ممالك الجزيرة العربية، ففترة الجاهلية كانت فترة مليئة بالحروب والنزاعات بين القبائل العربية من جهة وبين الممالك العربية من جهة أخرى، ومن الحروب التي قامت في الجاهلية حروب ملك حمير مع المناذرة، وحروب الحميريين التي شنُّوها على شمال شرق الجزيرة العربية.

ومن الجدير بالذكر إنَّ مجموعة من الممالك الجاهلية انهارت قبل الإسلام، مثل مملكة حمير التي انهارت عام 525م، ومملكة الغساسنة التي انهارت عام 583م ومملكة المناذرة التي انهارت عام 609م، ومن المظاهر السياسية أيضًا في العصر الجاهلي جماعة الصعاليك، وهم مجموعة من الرجال الشعراء الذين ثاروا على عادات وتقاليد قبائلهم الجاهلية وهربوا واختبؤوا في البوادي، واتخذوا من الإغارة على القوافل حرفة ورزقًا، ومنهم الشاعر الشنفرى وعروة بن الورد وغيرهم من شعراء الجاهلية المعروفين.

الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي

كانت قيمةُ الناس في العصر الجاهلي بحسب نسبهم، وكانت القوة تُقاس بكثرة الرجال، فمن ولد في قبيلة كثيرة الرجال فقد كان عزيزًا منيعًا بين الناس بقومِهِ، أما من كان من قبيلة قليلة العدد فهو حرٌّ ولكنَّه ليس عزيزًا كأفراد القبائل القوية، فلا يجرؤ على التعرض لأحد رجال القبائل القوية الأخرى، وقد انتشر العبيد في العصر الجاهلي انتشارًا كبيرًا بسبب زواج العرب من الإماء والعبيد وهم الطبقة المنحطة بين الطبقات في المجتمع العربي في العصر الجاهلي، لا حقوق لهم أبدًا، وإنَّما يستغلهم أسيادهم استغلالًا ظالمًا في الأعمال التي لا يعملها أصحاب النسب وأصحاب الطبقة الرفيعة في المجتمع.

أمَّا المرأة فكانت العرب تنظر إليها نظرة دونية وتعدها أقل منزلة من الرجال، حتَّى انتشر الوأد بين العرب، حيث كان الرجل يدفن ابنته وهي حية عندما يُبشَّر بمولود أنثى، فكان الذكر مفخرة لأبيه وكانت الأنثى مذلة ومنقصة، وهذه من العادات التي تدل على جاهلية العرب وهمجيتهم في تلك الفترة أيضًا.

الشعر في العصر الجاهلي

لا يمكن أن يذكر شعر العرب، دون أن يذكر الشعر الجاهلي، مهد الشعر العربي والفترة الزمنية الأقدم التي وصلت منها شعر العرب، عصر المعلقات وعصر فحول الشعراء، عصر امرئ القيس والأعشى والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى، العصر الذي كانت فيه العرب تقيم للشعر المحافل وتفتح له الأسواق، وتجعله سلاحًا من أسلحة القبيلة العربية، فقد كان الشاعر لسان قبيلته الذي يسلَّط في وجه أعدائهم من شعراء القبائل الأخرى، وكان الشاعر المتحدِّث الرسمي باسم قبيلته في حالات السلم والحرب، وهذا دليل على اهتمام العرب الكبير بالشعر في العصر الجاهلي.

وقد دخل الشعر الجاهلي في التاريخ، حيث كان سببًا في توثيق كثري من الوقائع والحروب التي خاضها العرب في الجاهلية، فبالشعر عرف الناس أحداث حرب البسوس، وبه عُرفت قصة عمرو بن كلثوم، وبالشعر أيضًا سُردتْ قصة امرئ القيس الملك الضليل؛ لهذا كان الشعر الوسيلة الإعلامية الأبرز في العصر الجاهلي التي استطاع العرب من خلالها تخليد ذكراهم ومآثرهم والحوادث العظيمة التي حدثت في تلك الفترة من الزمن

شارك المقالة:
304 مشاهدة
المراجع +

موقع سطور

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook