يخرج الدّجال بعد ظهور المهدي وفتحه الجزيرة العربية وفارس والروم “أي بمعنى بلدة القسطنطينية” ورمية، وبعد أن يسبقه من الفتن ما يسبقه. فقد أخرج البخاري ومسلم واللفظ له عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله، ثم فارس، فيفتحها الله، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدّجال، فيفتحهُ الله”.
وفتنة المسيح الدجال من أعظم الفتن التي تمر على البشرية منذ أن خلق آدم إلى قيام الساعة، وذلك لما أعطاه من خوارق العادات، والتي هي بمثابة الفتنة والاختبار للعباد.
لقد أخرج الإمام مسلم عن أبي الدهماء وأبي قتادة، قالا:”كُنّا نَمرُّ علَى هِشَامِ بنِ عامرٍ، نَأتي عِمران بنَ حُصَين، فَقال ذَات يَومٍ: إنَّكُم لَتُجَاوزُونِي إلى رِجالٍ، ما كانُوا بأَحْضَر لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللَّه عليه وسلمَ منِّي، وَلَا أَعلَمَ بحَديثِهِ منّي، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقول: ما بينَ خَلْقِ آدَم إلى قِيامِ السَّاعة خَلْقٌ أَكبَر مِن الدَّجالِ. وفي رواية: كُنا نمر علَى هِشام بن عامِر إلى عمران بن حُصَينٍ،… بمِثلِ حَديثِ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُختَارٍ، غيرَ أنَّه قالَ: أَمرٌ أَكبر مِن الدَّجال”. وفي رواية عند الإمام أحمد: فتنة أكبر من فتنة الدّجال.