منذ أنْ خلق اللهُ آدمَ عليه السّلام في هذا الكون خلق معه حواء، لتكون زوجًا وسكنًا له، حيث جعل الله الحياة الزّوجيّة في هذا الكون من السّنن الهامّة التي لا يمكن الاستغناء عنها حفاظًا على التّكاثر والتّناسل، ولا تقتصر على نوع دون آخر، بل تشمل كلّ الكائنات، وقد بيّن الله عزّ وجلّ أنّ الحياة الزّوجيّة سنّة الله في كلّ مخلوق، إذ يقول -تعالى-: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ}.[١] بعد هذه المقدّمة، ما هي أسماء زوجات الأنبياء؟[٢]
بعد الحديث عن الزّواج، وأنّه سنّة الله في خلقه، وأنّ أنبياءَ الله ورسلَه هم من البشر، وقد تزوّجوا كما تزوّج بقيّة البشر، وأنجبوا كما أنجب بقيّة البشر، ولمعرفة أسماء زوجاتهم، وشيء من سيرتهنَّ، ستكون معظم المصادر من الإسرائليات، وهذه المصادر ممّا سكت عنه الشّرع، فلا يمكن تصديقها ولا تكذيبها، فما هي أسماء زوجات الأنبياء؟
"حوّاء": أوّل أنثى تُخلق، وأوّل أنثى تتزوّج، وتحمل، وتلد، فهي أمّ للبشر جميعًا، وزوجها آدم أبو البشر جميعًا، لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا..}.[٤] فالنفس هو "آدم" -عليه السّلام- وزوجها هي "حوّاء"، ولحديث مُعاوِيةَ بنِ الحَكَمِ السُّلَميِّ الذي قال فيه: يا رسولَ اللهِ إنِّي أُريدُ أنْ أسأَلَكَ عن أمرٍ لا أسأَلُ عنه أحَدًا بعدَكَ: مَن أبونا؟ قال: "آدَمُ" قال مَن أُمُّنا؟ قال: "حَوَّاءُ.
"والغة":مالت عن الإيمان إلى الكفر، وخانت زوجها بعدم التزامها بدعوته إلى الله تعالى، فكان مصيرها الغرق في الطّوفان في الدّنيا، ونار السّعير في الآخرة، قال الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}
"سارّة": وأمّ للنّبيّ إسحاق نبيّ بني إسرائيل وجدّة للنّبيّ يعقوب والأسباط ، ولعيسى المسيح أنبياء بني إسرائيل -عليهم السلام- جميعًا.
موقع موضوع