يجوز للمسلم أن يدعو على من ظلمه، سواءً أكان ذلك أثناء أدائه للصلاة أم خارجها، وأجاز بعض أهل العلم أيضاً التصريح باسمه عند الدعاء عليه في الصلاة أو في غيرها كذلك، والأصل في هذا الحكم ما ورد في صحيح البخاري من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول بعد ركوعه: (اللَّهُمَّ اشْدُدْ وطْأَتَكَ علَى مُضَرَ، واجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ)، إلّا أنّ الأولى والأفضل للمسلم هو العفو عن المسلمين ومسامحتهم.
لا يجوز للمسلم أن يدعو على من ظلمه بالضلال وعدم الهداية، فلا ينبغي أن يصدر منه هذا النوع من الدعاء مهما كان ما تعرّض له من ظلمٍ، وذلك لعدّة أسبابٍ، منها:
العفو والمسامحة شعاراً للصالحين الأنقياء أصحاب الأنفس الراضية؛ لأنّ المسامحة نوعٌ من إيثار الآجل على العاجل، وهو أمرٌ عظيمٌ ليس هينٌ، فلا يملك الإنسان الانتصار على نفسه إلّا بمصارعة حب الانتقام فيها، ولا يكون ذلك إلّا للأقوياء الذين استعصوا على حظوظ أنفسهم وأهوائها، ولذلك كان للعفو والمسامحة فضلٌ عظيم في الإسلام، ويترتب عليهما أجراً كبيراً، فقد أثنى الله على عباده المتقين، وكان ممّا وصفهم به أنّهم عافون عن الناس، ومحسنون إليهم، ووعدهم لقاء ذلك بجنّةٍ عرضها السماوات والأرض
موسوعة موضوع