إنّ اسم أم النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- هو: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤلي، وأمها برة بنت عبد العزىوكانت آمنة من أفصل النساء في قريش نسباً وموضعاً، وقد اختارها جد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عبد المطلب لولده عبد الله الذي هو والد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما ولدت آمنة بنت وهب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أرسلته إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشراً ودخل به الكعبة، وشكر الله على هذه النعمة، واختار له اسم محمد، ولم يكن الاسم معروفاً عند العرب قبل ذلك، وكان عبد الله والد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد مات قبل ولادته عندما كانت أمه حاملةً به.
بعد الحديث عن اسم أم النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، يجب الحديث عما حدث بعد ولادته وكيفية وفاتها ومن اعتنى بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعدها، فقد كان من عادات بعض العرب أنّ يلتمسوا المراضع لأولادهم؛ لكي تقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم، وابتعاداً لهم عن الأمراض، وقد التمس عبد المطلب المرضعات لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واسترضع له حليمة من بني سعد، وكذلك بقيَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في بني سعد حتى بلغ ست سنين، ثم جاءت أمّه آمنة بنت وهب فأخذته وخرجت به ومعهم أم أيمن حاضنته، وهم على بعيرين إلى أخواله بني عدي، ثم نزلت أمّه في دار النابغة فأقامت به شهراً، وبينما الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عائدٌ مع أمّه إلى مكة المكرمة،فلمّا كانوا بالأبواء توفيت آمنة بنت وهبٍ، وبعدها تربى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عند جده عبد المطلب، وكان حزيناً عليه بعد وفاة أبيه وأمه، فكان يحنُّ عليه ويعتني به ويؤثره على أولاده، وعندما بلغ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ثمان سنواتٍ مات جدّه، وكان قبل موته قد عهد بكفالة حفيده إلى عمّه أبي طالب الذي هو شقيق أبيه، وقد اعتنى بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وقام بحقّه على أكمل وجهٍ