يعدّ المسجد الأقصى ثاني مسجد بُني على الأرض، وقد عاش حوله معظم الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام؛ منهم: إبراهيم وسليمان وزكريّا وعيسى وداوود والسّيدة مريم العذراء، وأُسري بالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- إليه، والمسجد الأقصى هو كلّ ما دار حوله السور، ويقع في أقصى الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة لمدينة القدس القديمة، ويشمل قبة الصّخرة والجامع القبليّ وعدداً كبيراً من المعالم التي يقارب عددها 200 مَعْلم من القِباب والأقواس والمدارس والسّاحات والمتاحف وغير ذلك من المعالم
إنّ للمسجد الأقصى في الإسلام أفضالٌ عظيمةٌ، وله في نفوس المسلمين منزلةً رفيعةً ومكانةً عظيمةً؛ حيث أشارت آيات القرآن الكريم وأحاديث السّنة النبويّة الشّريفة إلى عدّة ميّزات للمسجد الأقصى في الشّريعة الإسلاميّة، وبيان ذلك فيما يأتي:
سُمّي المسجد الأقصى بهذا الاسم لبُعد مسافته عن المسجد الحرام في مكّة المكّرمة، فهو قَصيّ عنه؛ أي بعيد، وهذا الاسم ذُكر في مطلع سورة الإسراء، حيث قال الله عزّ وجلّ: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ)ومن أسمائه أيضاً: بيت المقّدس الذي يعني في اللغة البيت المطهّر أو المنزّه، وقد ذكره الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه حين قال: (لما كذبتنِي قريشٌ، قمتُ في الحجرِ فجلّا الله لي بيتَ المقدسِ، فطفقتُ أُخبرهُم عن آياتهِ وأنا أنظرُ إليهِ)،ومن أسمائه كذلك الأرض المباركة؛ لِما ورد في أوّل آية من سورة الإسراء من أنّ الله -تعالى- بارك حول المسجد الأقصى.