إنّ انتقال العدّة يأتي على وجهان: الأول: انتقالها من الأشهر إلى الأقراء.الثاني: انتقالها من الأقراء إلى الأشهر.
وهناك مثالين على هذا الأمر.
المثال الأول: هو على الصغيرة التي تعتدّ بالأشهر، ثم ترى الدم، فتلك تنتقل عدّتها من الأشهر إلى الأقراء؛ لأنّ الشهر في حق الصغيرة بدلٌ عن الأقراء، وقد تُثبت القدرة على المبدل، والقدرة على المبدل قبل حصول المعني بالبدل، يُبطل حكم البدل، مثل القدرة على الوضوء في حق المتيمم، وغير ذلك، فهنا يُبطل حكم الأشهر، فانتقلت عدّتها إلى الحيض.
المثال الثاني: هي ذاتُ القرء اعتدّت بحيضة أو حيضتين ثم آيست، فتلك تنتقل عدتها من الحيض إلى الأشهر، وتستقبل عدتها بالأشهر؛ لأنها لما آيست فقد صارت عدتها بالأشهر، وذلك لقول الله تعالى:” وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ” الطلاق:4.
والأشهر بدلاً عن الحيض، فلو لم تستقبل، وثبتت على الأول لصار الشيء الواحدُ أصلاً وبدلاً، وهذا ممنوع ولا يجوز، فمن هذا المُنطلق إذا طلّق الرجل امراته ثم مات، فإنّ الطلاق رجعياً تنتقل عدتها إلى عدّة الوفاة، سواء طلّقها في حالة مرض أو صحة أو في حالة انهدام الطلاق، فعليها أن تستأنف عدة الوفاة في قولهم جميعاً؛ لأنها زوجته بعد الطلاق إذ أنّ الطلاق الرجعي لا يوجب زوال الزوجية، وموت الزوج يوجب على زوجته عدة الوفاة، لقول الله تعالى:” وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ ” الطلاق:234 كما لو مات قبل الطلاق.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.