مؤذنو رسول الله صلى الله عليه وسلم

الكاتب: المدير -
مؤذنو رسول الله صلى الله عليه وسلم
"مع الصحابة في رمضان (1) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، لقد سبق وتحدثنا عن أبي بكر - رضي الله عنه - وسنتحدث إن شاء الله تعالى عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وإن أردنا الحديثَ عن عمر، وجب علينا أن نحمد الله أنه أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ثاني خليفة للمسلمين، وأول أميرٍ للمؤمنين.   من هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -؟ هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن مَعَدِّ بن عدنان، أبو حفص العدوي، وأم عمرَ حنتمةُ بنت هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم أخت أبي جهل بن هشام[1].   قال فيه شاعرُنا حافظ إبراهيم[2]: يا رافعًا رايةَ الشورى وحارسَها جزاك ربُّك خيرًا عن محبِّيهَا رأيُ الجماعةِ لا تشقى البلادُ به رغم الخلافِ ورأيُ الفردِ يُشقيهَا إن جاع في شدةٍ قومٌ تُشاركُهم في الجوعِ أو تنجلي عنهم غواشِيهَا جوعُ الخليفةِ والدنيا بقبضتِه في الزهدِ منزلةٌ سبحانَ مُولِيهَا يومَ اشتهتْ زوجُهُ الحَلْوَى فقال لها من أين لي ثمنُ الحلوى فأَشْرِيهَا؟ ما زادَ عن قُوتِنا فالمسلمون به أَولى، فقُومِي لبيتِ المالِ رُدِّيهَا كذاك أخلاقُه كانتْ وما عُهِدت بعد النبوةِ أخلاقٌ تُحاكِيهَا   عمرُ الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَثَلُكَ يَا عُمَرُ فِي المَلائِكَةِ، كَمَثَلِ جِبْرِيلَ؛ يَنْزِلُ بِالْبَأْسِ وَالشِّدَّةِ وَالنِّقْمَةِ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَمَثَلُكَ فِي الأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ نُوحٍ إِذْ قَالَ: ? رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ? [نوح: 26])).   إسلام سيدنا عمر: فعزَّز الله به ضعَفةَ المسلمين، وكان إسلامه متممًا لأربعين، وبقدر شدَّته التي كانت على المسلمين، صار بأضعاف ذلك على المشركين؛ قال ابن مسعود: كان إسلام عمرَ فتحًا، وهجرته نصرًا، وإمارته رحمة، ولقد كنَّا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتَلَ قريشًا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه، وعنه قال: ما زلنا أعزةً منذ أسلم عمر، قال سعيدُ بن جبير: أسلم مع النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - ثلاثة وثلاثون رجلاً وستُّ نسوة، ثم أسلَمَ عمرُ فتمَّ به الأربعون؛ فنزل قولُه - تعالى -: ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ? [الأنفال: 64]، وسببُ إسلامه أنه كان شديدًا على مَن أسلم، فلما علِم أن أخته فاطمةَ وزوجَها سعيد بن زيد أسلَما، جاء إليها وعندهما خباب يُقرئهما، فاختبأ خباب، فبطش بخَتَنه وأقبلَتْ أخته لتكفَّه عن زوجِها، فشجَّها، فأدْماها، ثم ندم فقال: أعطِني هذه الصحيفة التي سمعتُكم تقرؤون آنفًا، فقالت له: إنك نجسٌ مشرك، وإنه لا يمسُّها إلا الطاهر، فقام فاغتسل، ثم قرأ منها سطرًا واحدًا، وقال: ما أحسَنَ هذا الكلامَ وأكرمَه، يقال: هي سورة طه، ولما قال ذلك، خرَج إليه خبَّاب ووعَظه، وقال له: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - أمسِ يقول: ((اللهم أيِّد الإسلامَ بأبي الحَكَم بن هشام أو بعُمرَ بن الخطاب))، فالله الله يا عمر، فقال له: دلَّني على محمد، فقال له: هو في بيت عند الصفا مع نفرٍ من أصحابه، فجاء فاستأذن، فارتاع مَن هناك لاستئذانه، فقال حمزة - رضي الله عنه -: نأذَنُ له، فإن كان يريد خيرًا بذَلناه له، وإن كان يريد شرًّا قَتَلْنَاهُ بِسَيْفِهِ.   رأيتَ في الدِّينِ آراءً موفَّقةً فأنزَلَ اللهُ قرآنًا يزكِّيها وكنتَ أول من قرَّتْ بصُحبته عينُ الحنيفةِ واجتازتْ أمانِيها قد كنت أعدى أعاديها فصِرْتَ لها بنعمةِ الله حصنًا من أَعادِيها خرجتَ تبغي أذاها في محمَّدِها وللحنيفةِ جبَّارٌ يُوالِيها فلم تَكَدْ تسمعُ الآياتِ بالغةً حتى انكفأتَ تُناوِي مَن يناويها سمعتَ سورة طه من مرتِّلها فزُلزلت نيَّةٌ قد كنتَ تَنوِيها وقلتَ فيها مقالاً لا يطاولُه قولُ المحبِّ الذي قد بات يُطرِيها ويوم أسلمتَ عزَّ الحقُّ وارتفعتْ عن كاهل الدِّين أثقالٌ يُعانيها وصاح فيها بلالٌ صيحةً خشَعتْ لها القلوبُ، ولبَّتْ أمرَ بارِيها فأنت في زمن المختارِ منجدُها وأنت في زمن الصِّدِّيقِ مُنجيها كم استَراك رسولُ الله مغتبطًا بحكمةٍ لك عندَ الرأيِ يُلفيها   سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: • قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كان نبيٌّ بعدي، لكان عمر بن الخطاب))[3]، رجل يشهد له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فمَن يكون هذا الرجل؟!   • قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن اللهَ جعَل الحقَّ على لسان عُمرَ وقلبِه))[4].   • قال - صلى الله عليه وسلم -: ((قد كان يكونُ في الأمم قبلكم مُحدَّثون؛ فإن يَكُنْ في أمتي منهم أحد، فإن عمرَ بن الخطاب منهم))[5].   سيدنا عمر وبيعةُ أبي بكر الصِّديق: وموقف لك بعد المصطفى افترقَتْ فيه الصحابةُ لما غاب هادِيها بايعتَ فيه أبا بكر فبايَعَه على الخلافةِ قاصِيها ودانِيها وأُطفئتْ فتنةٌ لولاك لاستعرتْ بينَ القبائلِ، وانسابتْ أَفَاعِيها بات النبيُّ مسجًّى في حظيرتِه وأنت مستعرُ الأحشاءِ دامِيها تَهِيمُ بين عَجيجِ الناس في دهَشٍ من نبْأةٍ قد سرَى في الأرض سارِيها تصيحُ مَن قال نفسُ المصطفى قُبضتْ علوتُ هامتَه بالسيفِ أَبرِيها أنساكَ حبُّك طه أنَّه بشَرٌ يُجرِي عليه شؤونَ الكونِ مُجريها وأنه واردٌ لا بد موردَها من المنيةِ لا يُعفيه ساقِيها نسيتَ في حقِّ طه آيةً نزَلتْ وقد يُذَكَّر بالآياتِ ناسِيها ذَهلتَ يومًا فكانتْ فتنةٌ عَمَمٌ وثاب رشدُك فانجابَتْ دياجِيها فلِلسَّقيفة يومٌ أنت صاحِبُه فيه الخلافةُ قد شِيدتْ أواسيها مدَّتْ لها الأوس كفًّا كي تَنَاوَلَها فمدَّتِ الخزرجُ الأيدي تُباريها وظن كلُّ فريق أن صاحبَهم أَولى بها وأتَى الشحناءَ آتِيها حتى انبريتَ لهم فارتدَّ طامعُهم عنها وآخَى أبو بكر أواخِيها   لَمَّا قُبض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أبا بكرٍ أن يؤمَّ الناس؟ فأيُّكم تطيب نفسُه أن يتقدم أبا بكر؟.   فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر! رواه النسائيُّ عن إسحاق بن راهَويه وهناد بن السري، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة به[6].   خُطبة عمر قبل أبي بكر عند البيعة العامة: قال ابن إسحاق: وحدثني الزهري، قال: حدثني أنسُ بن مالك، قال: لما بويع أبو بكر في السقيفةِ وكان الغد، جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمرُ، فتكلَّم قبل أبي بكر، فحمِد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أيها الناس، إني كنت قلتُ لكم بالأمس مقالةً ما كانت مما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهدًا عهِد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيدبِّر أمرَنا، يقول: يكون آخِرَنا، وإن الله قد أبقى فيكم كتابَه الذي به هدى الله رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن اعتصمتم به، هداكم الله لِما كان هداه له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم؛ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه، فبايع الناسُ أبا بكر بيعة العامة، بعد بيعة السقيفة[7].   وكان عمر بن الخطاب المساعد الأول لأبي بكر الصدِّيق وساعِدَه الأيمن، ومستشاره الأساسي طوال خلافته، وكان مستشاره العسكري الأبرز الذي ساعده في حروبه، لا سيما حروب الردة، وقد قال أبو بكر الصِّديق مرة: ما على ظهر الأرض رجلٌ أحب إليَّ من عمر.   وقد كان أبو بكرٍ يستشير عمرَ في تعيين القادة العسكريين وعَزْلِهم؛ فقد ولَّى أبو بكر مثلاً خلال فتح الشام الصحابيَّ سعيدَ بن العاص على الجيش الفاتح، غير أنه عزَله بعدها قبل أن يبدأ السير؛ نظرًا لاعتراض عمرَ الشديد عليه، كما كان عمر عونًا كبيرًا له في وضع خططه العسكرية والإستراتيجية.   مواقف سيدنا عمر - رضي الله عنه -: • هذه القصة تمثل سماحةَ عمر، ورِفقَه وتأنِّيه عن مجازاة من أساء إليه، ويوضح هذا أكثرَ قولُ عمر نفسه: بلغني أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غِلظتي، وقالوا: قد كان عمرُ يشتد علينا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهُرِنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر والينا دونه، فكيف وقد صارت الأمورُ إليه؟ ومن قال ذلك، فقد صدق؛ فقد كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنتُ عبدَه وخادمه، وكان مَن لا يبلغ أحدٌ صفتَه من اللِّين والرحمة، وكان كما قال الله: ? بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ? [التوبة: 128]، فكنتُ بين يديه سيفًا مسلولاً حتى يغمدَني أو يدَعني فأمضي، فلم أزَلْ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك حتى توفاه اللهُ وهو عني راضٍ، والحمد لله على ذلك كثيرًا، وأنا به أسعد.   ثم ولِي أمرَ المسلمين أبو بكر، فكان مَن لا ينكرون دَعَته وكرَمه ولِينه، فكنت خادمه وعونه، أخلط شدَّتي بلِينه، فأكون سيفًا مسلولاً، حتى يغمدني أو يدعني فأمضي، فلم أزل معه كذلك حتى قبضه الله - عز وجل - وهو عني راضٍ، والحمد لله على ذلك كثيرًا، وأنا به أسعد.   ثم إني قد وَلِيتُ أمورَكم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد أضعفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدِّين والقصد، فأنا ألينُ لهم من بعضِهم لبعض.   إن عمرَ العادل يريد خير هذه الأمة وعزَّتَها، وإقامة الحق، والرِّفق بالناس، فهو يقول عن الولاة: إني لم أَبعَثْ إليكم الولاة ليضربوا أبشاركم، ويأخذوا أموالكم؛ ولكن ليعلِّموكم، ويخدموكم.   أسأل اللهَ العظيم الذي أنعَمَ على صحابة رسوله الكريم بالقلوب التي تُبصر ما لا تراه الأعين أن يرزقَني وإياكم قلوبًا لجلالِه خاشعة، وعيونًا من خشيتِه دامعة.   يا مَن صدفتَ عن الدنيا وزينتِها فلم يغرَّك من دنياك مُغريها ماذا رأيتَ ببابِ الشامِ حين رأَوا أن يُلبِسوك من الأثوابِ زاهِيها ويُركِبوك على البِرْذَون تَقدُمُه خيلٌ مطهَّمة تَحلُو مَرائِيها مشى فهَمْلَج مختالاً براكِبِه وفي البَراذينِ ما تُزهَى بعاليها فصحتَ يا قومِ كاد الزَّهو يقتُلُني وداخلَتْني حالٌ لستُ أدريها وكاد يصبُو إلى دنياكمُ عمرٌ ويَرتضِي بيعَ باقيه بفانيها ردُّوا رِكابي فلا أبغي به بدلاً ردُّوا ثيابي فحَسْبي اليومَ بَالِيها   • حدث في عهد عمرَ بنِ الخطاب أنْ جاء ثلاثة أشخاص ممسِكين بشابٍّ وقالوا: يا أمير المؤمنين، نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل؛ فقد قَتَل والدَنا.   قال عمر بن الخطاب: لماذا قتلتَه؟ قال الرجل: إني راعي إبل، وأعزُّ جِمالي أكَلَ شجَرَة من أرض أبيهم، فضرَبه أبوهم بحَجر فمات، فأمسكتُ نفسَ الحجر وضربتُه به فمات.   قال عمر بن الخطاب: إذًا سأُقيم عليك الحدَّ. قال الرجل: أمهلني ثلاثة أيام؛ فقد مات أبي وترك لي كنزًا أنا وأخي الصغير، فإذا قتلتَني ضاع الكنزُ، وضاع أخي من بعدي.   فقال عمر بن الخطاب: ومَن يضمنُك؟ فنظَر الرجلُ في وجوه الناس فقال: هذا الرجل.   فقال عمر بن الخطاب: يا أبا ذرٍّ، هل تضمنُ هذا الرجل؟ فقال أبو ذر: نعم يا أمير المؤمنين.   فقال عمر بن الخطاب: إنك لا تعرفه، وإن هرب أقمتُ عليك الحدَّ. فقال أبو ذر: أنا أضمنُهُ يا أمير المؤمنين.   ورحَل الرجل ومرَّ اليوم الأول والثاني والثالث، وكل الناس كانوا يخافون على أبي ذر حتى لا يقام عليه الحد، وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجلُ وهو يلهث، وقد اشتدَّ عليه التعب والإرهاق، ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمرَ بن الخطاب.   قال الرجل: لقد سلمتُ الكنز وأخي لأخواله، وأنا تحت يدك لتُقِيم عليَّ الحد.   فاستغرب عمر بن الخطاب وقال: ما الذي أَرجَعك، كان ممكنًا أن تهرُب؟ فقال الرجلُ: خشيتُ أن يقال: لقد ذهب الوفاءُ بالعهد من الناس.   فسأل عمرُ بن الخطاب أبا ذر: لماذا ضمنتَه؟ فقال أبو ذر: خشيتُ أن يقال: لقد ذهب الخيرُ من الناس.   فتأثَّر أولادُ القتيل، فقالوا: لقد عفَوْنا عنه.   فقال عمر بن الخطاب: لماذا؟ فقالوا: نخشى أن يقالَ: لقد ذهَب العفوُ من الناس.   مولى المغيرةِ، لا جادَتْك غاديةٌ من رحمةِ الله ما جادت غواديها مزَّقتَ منه أديمًا حشوُه همم في ذمَّةِ الله عاليها وماضيها طعنتَ خاصرةَ الفاروقِ منتقمًا من الحنيفةِ في أعلى مجاليها فأصبحتْ دولةُ الإسلام حائرةً تشكو الوجيعةَ لَمَّا مات آسِيها مضى وخلَّفها كالطَّود راسخةً وَزانَ بالعدل والتقوى مَغانيها تنبو المعاولُ عنها وهْي قائمةٌ والهادمون كثيرٌ في نواحيها حتى إذا ما تولاَّها مهدِّمها صاح الزوالُ بها فاندكَّ عاليها واهًا على دولةٍ بالأمسِ قد ملأتْ جوانبَ الشرقِ رغدًا في أياديها كم ظلَّلتْها وحاطتْها بأجنحةٍ عن أعينِ الدَّهر قد كانتْ تُواريها من العنايةِ قد رِيشَتْ قوادِمُها ومن صميم التُّقى رِيشَتْ خَوَافيها واللهِ ما غالَها قِدْمًا وكاد لها واجتثَّ دوحتَها إلا مَوَالِيها لو أنَّها في صميم العُرْب ما بقِيتْ لَمَّا نعاها على الأيامِ ناعِيها يا ليتَهم سمِعوا ما قاله عمرٌ والرُّوحُ قد بلغتْ منه تَرَاقِيها لا تُكثِروا من مواليكم فإن لهم مطامعًا بَسَمَاتُ الضَّعفِ تُخفِيها   وهكذا كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بين الناس.   اللهم اجعلنا ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسَنَه! [1] في السيرة النبوية وأخبار الخلفاء؛ لابن حبان (2 / 452). [2] جميع الشعر في المقالة من القصيدة العمرية؛ لحافظ إبراهيم. [3]سنن الترمذي ت. شاكر (5 / 619). [4] سنن الترمذي ت. شاكر (5 / 617)، حكم الألباني: صحيح. [5] صحيح مسلم (4 / 1864). [6] السيرة النبوية؛ لابن كثير (4 / 490). [7] سيرة ابن هشام ت. السقا (2 / 660). "
شارك المقالة:
16 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook