يعتبر حائط البراق من المعالم الدينية والأثرية في التاريخ الإسلامي، فهو جزء من الحرم القدسي الشريف الذي له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين على امتداد المعمورة، وظل هذا الحائط لسنين طويلة محل نزاع بين أصحابه الشرعيين وهم المسلمون، وبين اليهود الذين يدّعون زوراً وبهتاناً أنّ هذا الحائط هو الأثر الديني الوحيد الذي تبقى من هيكل سليمان المهدوم، فما هو وصف حائط البراق؟ وما سبب تسميته بذلك؟
يقع حائط البراق في الجهة الغربية من الحرم القدسي الشريف، وموقعه بالتحديد بين باب المغاربة جنوباً ومدرسة التكنزية شمالاً، وهو عبارة عن حائط يبلغ ارتفاعه حوالي عشرين متراً، بينما يبلغ طوله خمسين متراً، ولهذا الحائط عدة تسميات؛ فعند المسلمين يسمى بحائط البراق، وعند اليهود يسمى بالحائط الغربي.
سبب تسمية حائط البراق بهذا الاسم يرجع إلى معتقد المسلمين في حادثة الإسراء والمعراج التي حدثت في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى على دابة تسمى بالبراق، وعند وصوله إلى المسجد الأقصى ربط النبي الكريم دابة البراق في حلقة في هذا الحائط، ثم صلى بالأنبياء في المسجد، ثم عرج به إلى السماوات العلى.
يعتبر هذا الجدار رمزاً وطنياً في الاعتقاد اليهودي، ومعلماً دينياً تهفو إليه قلوب اليهود من كل مكان لإقامة شعائر فيه، وتأدية الصلوات، فهو باعتقادهم ما بقي من هيكل سليمان المهدوم، ولذلك فهم وفق شرائعهم حرم عليهم دخول الحرم القدسي، إلا أنه يجوز لهم البقاء عند حائط البراق والساحة المقابلة له، وكانت أول إشارة إلى هذا المصلى في كتاب أحد الرحالة اليهود؛ واسمه بنيامين من توديلا حيث ذكر وجود مصلى مقابل قبة الصخرة سماه الحائط الغربي.